Get Mystery Box with random crypto!

سيد شباب أهل الجنة ما بين الإمامة والشهادة القسم السابع : ثم إ | فكر أهل البيت عليهم السلام

سيد شباب أهل الجنة ما بين الإمامة والشهادة
القسم السابع :
ثم إن عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليه السلام أمر بنسائه وصبيانه فجهزوا ، وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه ، ثم سرح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن ، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس ، ولم يكن علي بن الحسين عليه السلام يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة حتى بلغوا ، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال : هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، فأجابه علي بن الحسين عليهما السلام : (ما ولدت أم مجفر أشر وألام) . قال : ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليه السلام قال يزيد :
نفلق هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال يحيى بن الحكم - أخو مروان بن الحكم - وكان جالسا مع
يزيد :
لهام بأدنى الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الرذل
أمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل
فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال : اسكت[1].
ثم إن يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين عليه السلام فحبسن مع علي بن الحسين عليهما السلام في محبس لا يكنهم من حر ولا قر[2] حتى تقشرت وجوههم ، ولم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط ، وأبصر الناس الشمس على الحيطان حمراء كأنها الملاحف المعصفرة ، إلى أن خرج علي بن الحسين عليهما السلام بالنسوة ، ورد رأس الحسين عليه السلام إلى كربلاء[3].
وأمر يزيد أن يصلب الرأس الشريف على باب داره كما روى الخوارزمي : إن يزيد أمر أن يصلب الرأس الشريف على باب داره[4].
ثم أمر (يزيد) بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن علي بن الحسين عليهم السلام ، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، فأقاموا أياما ، ثم ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له : تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة[5].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] إرشاد المفيد،ج2،ص119.
[2] القر : البرد .
[3] أمالي الصدوق،ص232.
[4] مقتل الحسين،ج2،ص81
[5] إرشاد المفيد،ج2،ص122.