أحاول أن أضع الحروف على النصاب، ولكنها تتوقف عند أول السطر، لا | غسق الشتاء
أحاول أن أضع الحروف على النصاب، ولكنها تتوقف عند أول السطر، لا هي تكتمل لأنجو، ولا تتوقف لأختذل نفسي بين أروقة التساقط.
وكأن كل ما أحمله من لغةٍ لا يكفي أو أنني لا أكفي، هو التناقض بين ما يتأجج في الصدر من عواصف، والتشظي عند متطلبات الواقع.
هذه الفقرة الناقصة من التباكي، و الأغنيات التي مات المغني عندها ولما تكتمل، والساقي الذي سكب الخمر على رداءه ما بات يوصل الكلمات لحلقي وتلكأت ارتشافي تتضع العصى على الورق لتشد ثوب الوحي المفارق للمعاني.
والحلم النائم في ركن الدفتر المشؤوم بالقوافي الكاذبة، هي لعنةٌ، إن تركتها فأنا ميتٌ، وإن غادرتني عبثت بي الأنفاس.
إن الإقتتال بين الدهشة والتساؤل قد خلف فيّ معابداً متهالكة وأغنياتٍ لم تؤرخ، ومشاكل لم يهتم لها التاريخ، عقدةٌ غير مكتملةٍ، فخٌ طبيعي، بين الرغبة في التوقف والتنهد والإستمرار.
أضع على جانبي روحي ثماني وعشرون كفناً، وأنا تابوتٌ قد شيعه الواقع إلى مثواه، ثم أنتصب بين لعق التربة لجسدي وقصور الوصف.
فليس بعد الموتِ من حرفٍ، يؤرق صواعق الميلاد وينساب البرق في لجتي ليوقظ تراكمات الحروف وتوترات المعاني وتواتر المشاعر.
والتربة الصماء احترقت من فعل الكوابيس التي وسمت بالبدايات ولم تستطع أن تضع على ذاكرتي أغنية الحرف الأخير، لأغلق نافذة النص.
