ضجة سببها طفلي إدريس الأسبوع الماضي..السبب:رحلته مع المدرسة! الرحلة يوم الخميس لكن الاحتفالات والاستعدادات بالرحلة بدأها قبل الرحلة بأيام: يوم الإثنين..إدريس: يا سلام غدا الثلاثاء..وسأقول فيه:بعد غد الرحلة ! وقع على الموافقة يا بابا...وقع..وقع..وقع..إلخ يوم الثلاثاء:معقول..بعد غد الرحلة ! بابا..لم توقع بعد!! ..وقع..وقع..إلخ يوم الأربعاء..حالة طوارئ يعلنها إدريس..يعد العدة: الحقيبة.. ملابس الرحلة.. المصروف.. التأكد من التوقيع على ورقة الموافقة على الرحلة.. خوف مع فرح عجيب خوف من فوات الرحلة أو التقصير بالإعداد لها.. نام بعد العشاء فورا..مع سعادة كبيرة..لا مجال للسهر وإلا فات موعد الرحلة.. يا جماعة..غدا الخميس.الرحلة ! عاش إدريس أيام سعيدة قبل الرحلة..مع خوف من التقصير والنوم عن موعدها.. وحصلت الرحلة أخيرا..وفرح بها..ولله الحمد لا يختلف حال المؤمن السائر إلى الله عن حال إدريس فهو سعيد..ينتظر يوما الرحلة الكبرى إلى حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! حيث الإجازة الأبدية بلا دوام بعدها..ولا تعب لذا هو مشغول بالإعداد للرحلة خوفا من أن تفوته..أو يفوته بعضا من سعادتها.. وهذه من عاجل سعادة المؤمن في الدنيا الفانية.. الوقت سريع وقصير..وإلى الله المصير.. عش خوف الطفل قبل الرحلة عش إعداده لها عش فرحته بها قبل موعدها..
