❀•▣ ▣•❀ * الجهاد ومحطات الغربلة!* في قصة طالوت، ا | سنرحل ويبقي الأثر
❀•▣ ▣•❀
* الجهاد ومحطات الغربلة!*
في قصة طالوت، الذين طالبوا بالجهاد لاسترداد الحق المنهوب، وتحرير الوطن المسلوب، عددهم كثير، لكن الذين خرجوا للجهاد منهم قليل:{ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله...} {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم}.!!
وهؤلاء القليل الذين خرجوا للقتال تعرضوا للغربلة، فسقط من القليل الكثير.!!
أول محطة غربلة تعرضوا لها هي اختيار القيادة، حيث كانوا قد أوكلوا اختيار القيادة لنبيهم، فقالوا له:{ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله...}، فلما تم اختيار القائد رفضه الكثير منهم، وانسحبوا:{وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال...}.!!
والذين نجحوا في اجتياز محطة اختيار القائد، ولم يعترضوا عليه، تعرضوا لمحطة غربلة أثقل من الأولى، وهي الصبر على الطاعة في مقاومة الحاجات النفسية:{فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم}.!!
والقليل الذين نجحوا في اجتياز محطة الصبر على الطاعة في المكره، تعرضوا لمحطة غربلة أخرى، فسقط منهم الكثير، وصمد القليل:{فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}.!!
وهكذا يتعرض المجاهدون في طريق الجهاد للغربلة في كل حين حتى يخلص منهم المخلصون فقط، فيكونون جديرين بالنصر، ويكون النصر بهم جديرا:{فلما برزوا لجالوت قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين*فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}.!!
إن الله يبتلى المؤمنين بالجهاد؛ ليعلم المجاهدين من القاعدين، ثم بيتلي المجاهدين؛ ليرى الصابرين الثابتين من المتعجلين المتساقطين، ثم يبتلي الصابرين؛ ليستخلص المخلصين من المخلّطين. هذه المحطات التي فصّلتها قصة طالوت، لخصتها سورة محمد في قوله تعالى:{ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}.!!
خــتــامــا.tt:- اللهم اجعلنا من المجاهدين لا القاعدين، واجعلنا في الجهاد من الصابرين الثابتين لا المتعجلين المتساقطين، واجعلنا في الصبر والثبات من المخلصين لا المخلّطين.!!
