لمّا بعث النبي صلى الله عليه وسلم كانت الأمم تعيش إمّا في جور الديانة المجوسية التي جعلت الإنسان عبدا ذليلا للأكاسرة أو النصرانية التي جعلت الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، أو الوثنية التي جعلت البشر عبدا للحجر و الشجر. وفي عصرنا احتلت مكان تلك الديانات الباطلة العلمانية أيضا حيث جعلت الإنسان عبدَ شهواته وأسير لذاته، وجعلت المادية غاية الحياة، بها تقوّم القيم، وبها تثمّن المبادئ، فالمبادئ والقيم في ديانة العلمانية ما أنتجت لذة، أو حققت شهوة، أو أدرّت ربحا... وغير ذلك عند أصحابها رجعية وتخلف وتطرف.
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أخرجوا الشعوب المقهورة من جور الأديان الباطلة إلى عدل الإسلام، والعالم اليوم ينتظر أن يبتعث الله طائفة أخرى لتخرج الشعوب المعاصرة المقهورة المظلومة من جور العلمانية المادية إلى عدل الإسلام ومن ظلمة هذه الحياة المادّية إلى نور الإسلام.
