2021-11-30 18:37:41
مرحبًا و ليسَ مُر حبًا،
لدي معرفة كافية بكَ، كيفَ للحُب
أن يتسبب بإزعاجك، و إنكَ لا
تُطيق الطرقات حتى و إن كانت
الوجهةُ أنا. أعلمُ إن كتابة رسالةٍ
كهذهِ شيئاً معتادٌ عليهِ، لكنِي اليوم
لن أكتبُ لكَ حروفٌ عادية، سأجسِدُ
لكَ كُل ما يدور حولِي و بداخلِي.
يكفِي علمُكَ بإن لاشيء مني
سيكون عادياً. أذكرُ الحياة
وهيَ بخير لكنها، تبدو لي
ضبابيةٌ أظن ذلك بفعل، دموعِي.
بعدَ مرور سنتان مليئة
بالصَدمات لا أستطيع حقًا تسميتُها
بالمغامرة، بدأت الناس بالتلاشِي
و غرفتي و الطمأنينةُ و ذاكَ الجُدار.
كانت من الإنشغالات ما تكفي لتقفز
بي مِن على هذا الفراغ، لم تكن
إبتسامتي مزيفة، فيها شيئاً من
الحقيقة. هناكَ جانباً سعيد
قادر على إنتشالِي. أتذكُرك و أتذكر
أشخاصٌ كانوا شبهَ مُقربين، صمتنا
لساعاتٍ طويلة أشبه بغيبوبةٍ تُنسيك
الحياة تاركاً وعيك للتخيلات.الڤيروس
كانت لهُ غاية، تركُنا فارغين لنرى كم
مِن الأشياء السيئة تملىء هذا العالم.
منذ أيام و أنا لستُ بخير لربما هذا
كان منذ شهور ماذا لو كانت سنوات!
لا يعني شيئاً الألم ذاته، قلبي أصبحَ
هاويةً تقفز منهُ الأشياء قتيلةً أم جريحة
جميعها باقية فيَّ. لا السهر بات يحضنُ
أوجاعنا و لا النوم بات مهرباً، و نحن
نيأس من الحياة، يأست الحياة منا.
أريد تلك الأيام لستُ نادمة إنها سيئة
لكنِي الآن في الأسوء لهذا أُريدها
و أُريدك. لا أريد كُل هذا لأكون بخير
أريده للإدعاء بهذا، اني لستُ كذلك
و لا أستطيع بهذهِ الآونة قول غير
ذلك. لا يؤلمني غيابك و ليس خيانة
صديقتي لي تعني شيئاً، لا علاقة
لوفاة جدتي و لا مرض أبي الحالي،
أنا يؤلمني هذا، هذا الخوف اللعين
هذا الفراغ بداخلي حيث إنهُ كالعالم
يضمُ الأشياء السيئة. أشتقتُ إليك
كانَ لصوتك شيئًا من الجنة يخبرني
بإن الحياة فانية، لمْ أحبك بالقدر
الكافي لأني لن أُضحي بشيء
و هذا السبب الذي يجعلني لا ألومك
على تفكيرُك بإني ضحيت بكَ.
أنا سيئة أعلم هذا لكني جيدة لحدٍ
ما، للحد الذي يجعلك تستمر بالقراءة
إلى هُنا. الأحلام باتت مضحكة
إنها فاقدة لأهميتها حقًا،
الكوابيس الواقعية تتكفل بالأمر.
الحياة خرجَت من عيني، انتَ!
انتَ هذهِ العين التي ليس مسموحًا
لها بالخروج. إن أستمريت بقرائتي
أنا وليست هذهِ الرسالة فأكتب لي
أحبُكِ لأنك تعلمُ أردتُ قولها لكَ
الآن. لم اسأل عن حالك،
فحالنا نحنُ واحِد،
لذا إنتبه على نفسي .
93 views15:37
م
