2022-08-02 20:24:45
مُــــلاحظـــة!!
ــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ المنهج الإخلاقيّ مُختلفٌ عن المنهج السُّلوكيّ،
ومنهج سماحة الأستاذ الغفّاري هو على أساس ( الطريقة الإحراقية )
وتوضيحها كالآتي:
أن الغرض فيها
إبتغاء وجه الله،
لا اقتناء الفضيلة الإنسانية.
وبيان ذلك:
أن العبد إذا أخذ إيمانه في الاشتداد والإزدياد انجذبت نفسه إلى التفكير في ناحية ربه،
واستحضار أسمائه الحسنى، و صفاته الجميلة المُنزّهة عن النقص و الشين،
ولا تزال تزيد نفسه انجذابا، و تترقى مراقبة حتى صار يعبد الله كأنه يراه و أن ربه يراه، و يتجلى له في مجاليّ الجذبة والمراقبة والحب
فيأخذ الحب في الاشتداد لأن الإنسان مفطور على حب الجميل،
و قد قال تعالى: «وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ»،
وصار يتبع الرسول في #جميع حركاته و سكناته، لأن حب الشيء يوجب حب آثاره،
والرسول من آثاره وآياته،
كما أن العالم أيضا آثاره و آياته تعالى،
ولا يزال يشتدُّ هذا الحب
ثم يشتدُّ حتى ينقطع إليه من كل شيء!
و لا يحب إلا ربه،
ولا يخضع قلبه إلا لوجهه،
فإن هذا العبد لا يعثر بشيء، ولا يقف على شيء،
ولا عنده شيء من الجمال و الحسن إلا وجد أن ما عنده أنموذج يحكي ما عنده من كمال
لا ينفد و جمال لا يتناهى و حسن لا يحد،
فله الحسن و الجمال و الكمال والبهاء،
وكل ماكان لغيره فهو له، لأن كل ما سواه آية
له ليس له إلا ذلك، والآية لا نفسية لها،
وإنما هي حكاية تحكي صاحبها.
وهذا العبد قد استولى سُلطان الحبِّ
على قلبه، و لا يزال يستولي، ولا ينظر إلى شيء
إلا لأنه آية من آيات ربه،
وبالجملة فينقطع حبه عن كل شيء إلى ربه،
فلا يحب شيئا إلا لله سبحانه و في الله سبحانه.
وحينئذ يتبدّل نحو إدراكه و عمله
فلا يرى شيئا إلا و يرى الله سبحانه قبله
ومعه، و تسقط الأشياء عنده من حيز
الاستقلال،
فما عنده من صور العلم و الإدراك غير ما
عند الناس،
لأنهم إنما ينظرون إلى كل شيء من وراء
حجاب الاستقلال بخلافه،
هذا من جهة العلم،
وكذلك الأمر من جهة العمل،
فإنه إذا كان لا يحب إلا لله
فلا يريد شيئا إلا لله، وابتغاء وجهه الكريم،
ولا يطلب و لا يقصد و لا يرجو و لا يخاف،
ولا يختار، ولا يترك، و لاييأس، و لايستوحش،
و لايرضى، و لايسخط ( إلا لله و في الله )
فيختلف أغراضه مع ما للناس من
الأغراض، وتتبدل غاية أفعاله فإنه قد كان إلى
هذا الحين يختار الفعل و يقصد الكمال لأنه
فضيلة إنسانية، و يحذر الفعل أو الخلق لأنه
رذيلة إنسانية.
أمّـا الآن:
ــــــــــــــــــــــــــــ فإنما يريد وجه ربه،
و لاهم له في فضيلة و لا رذيلة،
ولا شغل له بثناء جميل، و ذكر محمود،
ولا التفات له إلى دنيا أو آخرة أو جنة أو نار.
و إنما ( همُّه ربه) و ( زاده ذلّ عبوديتهِ )
و ( دليله حبّه )
فيصل بعد ذلك إلى:
مقام المخلصين
والمقام المحمود
ومقام النورانية
و مقام الاسماء والصفات
فيصير مرآة صافية يتجلى فيها ربها باسمائه وصفاته وهذا هو الغاية من الخلقة.
390 views17:24