Get Mystery Box with random crypto!

س : قال تعالى : (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِن | 💍 دروس في تفسير القرآن 💍

س : قال تعالى : (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )) مريم ٥٤ .

وقال تعالى : (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا )) مريم ٥١ .

نحن نعلم أن كل رسول هو نبي ولا يشترط أن يكون كل نبياً رسولاً . فما معنى أن يتم ذكر الرسالة ثم النبوة في النبي موسى وإسماعيل (عليهما السلام) ؟

ج : ١ . قال السيد الطباطبائي قدس سره : (( معنى الرسول حامل الرسالة ، ومعنى النبي حامل النبأ ، فللرسول شرف الطاعة بين الله سبحانه وبين خلقه والنبي شرف العلم بالله وبما عنده .
وقد قيل : أن الفرق بين النبي والرسول بالعموم والخصوص المطلق فالرسول هو الذي يبعث فيؤمر بالتبليغ ويحمل الرسالة ، والنبي هو الذي يبعث سواء أمر بالتبليغ أم لم يؤمر .
لكن هذا الفرق لا يؤيده كلامه تعالى : ( واذكر في الكتاب موسى أنه كان مخلصا وكان رسول نبيا ) ، والآية في مقام المدح والتنظيم ولا يناسب هذا المقام التدرج من الخاص إلى العام كما لا يخفى .

وكذا قوله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) الحج ٥١ ، حيث جمع في الكلام بين الرسول والنبي ثم جعل كلا منهما مرسلا لكن قوله تعالى : ( ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء ) الزمر ٦٩ ، وكذا قوله تعالى : ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب ٤٠ ، وكذا ما في الآية المبحوث عنها من قوله تعالى : ( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) إلى غير ذلك من الآيات يعطي ظاهرها أن كل مبعوث من الله بالإرسال إلى الناس نبي ولا ينافي ذلك ما مرّ من قوله تعالى : ( وكان رسولا نبيا الآية) ، فإن اللفظين قصد بهما معناهما من غير أن يصيرا اسمين مهجوري المعنى ، فالمعنى وكان رسولا خبيرا بآيات الله ومعارفه ، وكذا قوله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية ) لامكان ان يقال : ان النبي والرسول كليهما مرسلان إلى الناس ، غير أن النبي بعث لينبئ الناس بما عنده من نبأ الغيب لكونه خبيرا بما عند الله ، والرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نباء النبوة كما يشعر به أمثال قوله تعالى :
( ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالحق ) يونس ٤٧ ، وقوله تعالى :
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الاسراء ١٥ ، وعلى هذا فالنبي هو الذي يبين للناس صلاح معاشهم ومعادهم من أصول الدين وفروعه على ما اقتضته عناية الله من هداية الناس إلى سعادتهم ، والرسول هو الحامل لرسالة خاصة مشتملة على اتمام حجة يستتبع مخالفته هلاكة أو عذابا أو نحو ذلك قال تعالى : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) النساء ١٦٥ ، ولا يظهر من كلامه تعالى في الفرق بينهما أزيد مما يفيده لفظاهما بحسب المفهوم ، ولازمه هو الذي أشرنا إليه من أن للرسول شرف الوساطة بين الله تعالى وبين عباده وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده وسيأتي ما روي عن أئمة أهل البيت " عليهم السلام " من الفرق بينهما )) .
الميزان ح ٢ ص ١٣٩ و ١٤٠ .


٢ . يحتمل إنه قدم مقام الرسول على مقام النبوة لمراعاة الفاصلة بين نهاية الآيات ، أي : مراعاة مناسبة خواتيم الآيات لبعضها على طريقة واحدة .

٣ . يحتمل أن تقديم الرسالة على النبوة لأنها الأشرف والأرقى مقاماً ودرجةً .
روي عن زرارة قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل : (( وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً )) (مريم / ٥١) ما الرسول وما النبي ؟
قال : النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك .
والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك .
قلت : الإمام ما منزلته ؟
قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية :《وَمَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ》 الحج ٥٢ .