Get Mystery Box with random crypto!

سوَال و اجابة وثمة سوَال وهو انّه إذا كان شدّ الرحال إلى زيار | 💍 دروس في تفسير القرآن 💍

سوَال و اجابة

وثمة سوَال وهو انّه إذا كان شدّ الرحال إلى زيارة القبور وبالاَخص زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) جائزاً، فما معنى هذا الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه، وهو لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الاَقصى ؟

والجواب أوّلاً : انّ هذا الحديث وإن أخرجه مسلم، لكنّه معارض بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) حيث إنّه كان يشد الرحال إلى مساجد غير هذه الثلاثة .
فقدأخرج الشيخان في صحيحهما انّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يأتي مسجد قبا راكباً وماشياً فيصلي فيه .
فكيف يجتمع هذا الحديث مع حديث النهي الذي لسانه آب عن التخصيص، وهذا يدل على أنّ الحديث الاَوّل إمّا غير صحيح وعلى فرض صحته نقل محرّفاً .

والدليل على التحريف انّه نقل بوجه آخر أيضاً، وهو إنّما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء .

وأيضاً بصورة ثالثة تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد.
فعلى هذين الصورتين ليس هناك نهي عن شدّ الرحال إلى غير الثلاثة خصوصاً الصورة الثالثة، وأقصى ما فيها الدعوة إلى السفر إلى هذه الثلاثة .

وثانياً : نفترض انّ الصحيح هو الصورة الاَُولى لكن المستثنى منه بقرينة المستثنى محذوف وهو لفظ المسجد، فيكون معناه لا تشدّ الرحال إلى مسجد من المساجد إلاّ إلى هذه المساجد الثلاثة، فلو دلّ فإنّما يدل على النهي على شدّ الرحال إلى مسجد سوى المساجد الثلاثة، وأمّا السفر إلى الاَماكن الاَُخرى فالحديث ساكت عنه غير متعرض لشيء من أحكامه، فانّ النفي و الاِثبات يتوجهان إلى السفر إلى المسجد لا إلى الاَمكنة الاَُخرى، كزيارة النبي ومشاهد الشهداء ومراقد الاَولياء .

وثالثاً : انّ الحديث لا يدل ـ حتى ـ على حرمة السفر إلى مسجد غير هذه الثلاثة، وإنّما هو إرشاد إلى عدم الجدوى في السفر إلى غيرها، وذلك كما قاله الاِمام الغزالي : لاَنّ سائر المساجد متماثلة في الفضيلة بعد هذه المساجد فلا وجه لشدّ الرحال إلى غيرها وإنّما يشد الرحال إذا كان هناك تفاوت في الفضيلة .

وأمّا شدّ الرحال إلى زيارة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) أو الشهداء فيعلم ذلك ممّا قد أوردناه من الاَحاديث، فإذا خرج النبي (صلى الله عليه وآله) من المدينة لزيارة قبورة الشهداء فأئمّة أهل البيت أئمّة الشهداء تجوز زيارتهم بطريق أولى، انّ الاِمام أمير الموَمنين من أفضل الشهداء، والحسين بن علي أبو الشهداء .فسلام الله عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون أحياء .
وعلى كلّ حال فشدّ الرحال، مسألة فقهية لا صلة لها بالمسائل العقائدية ولا بالشرك ولكلّ مجتهد دليله .