،حتى لا يمكنكم نكران شيء منها، ولكنه الجدل في آيات الله فقط، و | زاد الطريق
،حتى لا يمكنكم نكران شيء منها، ولكنه الجدل في آيات الله فقط، وليس قصدكم الاسترشاد والاستهداء، ثم ختمت السورة بآية تبين حال المجادلين بأنهم لما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بماعندهم من العلم، لتبين لنا قاعدة خطيرة تقول أنه ليس شرطا أن تكون معارضة الرسل من الجاهلين، بل قد تكون ممن عنده علم، لكنه ليس علما صحيحا، وهذا يكون أشد خطورة على صاحبه من الجهل. وهكذا عاد مقطع السورة على مطلعها، وشكلت بمجموع آياتها موضوعا مترابطا من أوله إلى آخره. حاول أن تجد الرابط بين نهاية السورة ومطلع السورة التي تليها، فإن سور القرآن مترابطة في معانيها، إحداها تفصل ماأجمل في غيرها، أو تكمل مفاهيمها، أو توضحها ، ففي سورة غافر مثلا: ختامها يبين أن فرح المجادلين في آيات الله بماعندهم من العلم جعلهم يعرضون عن سماع الحق ، فأتت سورة( فصلت) تبين الإعراض وأسبابه وأحوال أهله وجزاؤهم.
اجعل قراءتك لوردك اليومي من (التفسير) ، بحيث لاتتكاسل إن أشكل عليك معنىً ما عن النظر مباشرة إليه، سواء كان التفسير الميسر، أو مختصر التفاسير الذي يعطيك مقصود كل سورة، او تفسير السعدي الذي هو التفسير الأول في الهدايات . ولا مانع إن أحببت الارتواء من منهل آية ما أن تقيد سؤالك عليها، ثم ترجع إلى تفسيرها من أحد التفاسير الموثوقة ( الطبري- البغوي- ابن كثير- السعدي)
إذا مررت بآية فيها سجدة، فكبر واسجد كسجودك للصلاة على الأعضاء السبعة وقل: "سبحان ربي الأعلى"، "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته"، "اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، ثم قم بلا تكبير ولا تسليم. لا تربط نفسك حال قراءتك للختمة بالأجزاء، بل حاول أن تقرأ سوراً متكاملة حتى لا ينقطع المعنى.
احذر أن تقول على الله بلا علم ، وليكن مرجعك في فهم الآيات هو كلام المفسرين الذين أفنوا أعمارهم ليوصلوا المعنى إليك.
اقرأ القرآن بصورة عبد يريد أن يعرف الرحمن الذي علم القرآن ؛ فيتعلم فيعتقد بقلبه؛ ثم يعمل بجوارحه.
