Get Mystery Box with random crypto!

مراحل نمو الإنسان أمر الله تعالى الإنسان بالإيمان بالغيب، و | زاد الطريق

مراحل نمو الإنسان


أمر الله تعالى الإنسان بالإيمان بالغيب، وخلقه مستعدا للإيمان بالغيب؛ فجهزه بعقل الإدراك، وأنزل عليه الكتب ،وأرسل الرسل ، وخلق السموات والأرض بالحق ؛ ليصل بهذا كله إلى عقل الرشد .
وبالتالي لابد أنه سيكون  بين عقل الإدراك وعقل الرشد أمور يتعلمها، في فترة زمنية ليست بالقصيرة ، يتنقل فيها  بين مراحل النمو المتعددة .

وعلى المربي أن يفهم هذه المراحل وخصائصها فهما جيدا ؛ ليعرف طبيعة الأرض التي سيغرس فيها مفاهيمه السابقة، ولتسهل عليه عملية التفاعل مع المتربي  .

ويحسن لأجل هذا أن نبين فيما يلي شيئا عن هذه المراحل :

- المرحلة الانقيادية :

وهي المرحلة الذهبية في حياة كل متربي، يكتنزها عقلاء المربين، ويولونها أعلى عنايتهم؛ فهي المرحلة المثالية للغرس ؛ حيث يكون الطفل فيها منقادا لمربيه في كثير من الأمور  ومنها :

**- انقياده في تصور الحقائق؛ فيقبل كل ما تعطيه من المعلومات والعقائد، صحيحة كانت أو خاطئة  ،وكل مفهوم يطرح له فهو مستعد لاستعماله، ولايقبل انتقاده ،وقد زوده الله بقدرة على عقد معاني وراء الكلمات ،
وزوده بقابلية لنمو هذه المعاني معه كلما نما ،
على حسب الاعتناء بها ؛ ولهذا فإن بإمكان المربي أن يعطيه الكلمة ،ويبين له معناها، ثم في كل مرة يزيد المفاهيم إيضاحا وتعميقا؛
لأن المفهوم قد يكون سطحيا، أو عميقا على حسب المربي .

ولعل من المفيد هنا أن نذكر مثالا يوضح التصورات الصحيحة والخاطئة :

مثال عن تصور خاطئ   :
يسأل أمه من أين جاء ؟ فتجيبه: من السوق؛ فيطلب منها مباشرة شراء أخ له !

( يقبل مايقال له دون نقاش)

مثال عن تصور صحيح :
يسأل أين تذهب الشمس عند الغروب ؟
فيجاب : تذهب تسجد عند العرش ، وتستأذن الله في الغروب والشروق ؛ فيقبل دون نقاش .

وهكذا تضخ له آلاف المعلومات وهو يقبل، ويتشكل فكره بناء عليها .

وليتق الله المربون في إعطائه خلاف الحق في أي أمر مهما صغر  ؛فإن كثيرا ممن أعطى الدين ظهر المجن في كبره كان سببه الذي يتعلل به هو اكتشافه أنه خدع في صغره بمعلومات خاطئة ؛ فنبذ في الكبر كل شيء !

يحتاج الطفل في هذه المرحلة لكي يستقبل المفاهيم ويعمقها إلى《 التكرار 》؛فهذا من أهم خصائصه التي ينفرد بها  ولهذا نعطيه مهما سأل  لأنه لايستطيع أن يشرب من بئر معلوماته إلا إن كانت ملأى ، ولهذا زود الله النساء بالقدرة على الكلام فإن سلاح التربية هو الكلام

أما إن سأل ب(كيف ) ؛ - وهو سؤال غريزي- فنسعى إلى توجيه سؤاله عن الكيفية إلى  ماينفعه .
ولكي يؤتي التكرار ثماره لابد من تكوين الثروة اللغوية لديه ؛ فهووإن كان ضعيفا في هذا الجانب؛ إلا أن الله زوده باستعداد قوي لتكوين الثروة اللغوية؛ ولا يحتاج إلى  ملقن في تكوينها،وإنما يلتقطها بنفسه ، وهذه ميزة مدهشة، وخطيرة !

وينبه المربي هنا أن الطفل لا يستطيع استيعاب المفهوم الذي يعبر عنه بكلمات مختلفة؛ فلا يمكنه أن ينتقل من  كلمات إلى أخرى إلا إذا ترسخت عنده الكلمات الأولى .

مثال ذلك:

- يسأل مثلا:  أين الله؟
      فيجاب :( في السماء )،
وفي اليوم الثاني يسأل :أين الله ؟
  فإن أجبته :
(على العرش استوى)  لن يفهم .

يجب أن نستخدم نفس الكلمات ،ثم فيما بعد نكون له قاموسا، فنخبره أنه يمكن هذا ،ويمكن هذا ، وذلك كي نشبع حاجته إلى تكوين الثروة اللغوية .

وليعلم أنه كلما كان قويا في اللغة كلما كان فهمه أقوى ؛ فالأكثر ثروة لغوية هو الأكثر فهما وتفاعلا ،ولهذا يتميز حفظة القرآن الصغار عن غيرهم في الفهم والتفاعل ؛
لأن النتيجة الحتمية لنقص الثروة اللغوية هي قلة الاستيعاب .
ولأن الحياة كلها عبارة عن مفاهيم ،والمفاهيم عبارة عن كلمات، - واضحة المعاني، قابلة للنمو-  ؛ فتعتبر اللغة أهم طريق للنمو الفكري .

- مثال يوضح ذلك :

(العبادة ) مفهوم ؛ ولكنه غير مفهوم عند الكبار فضلا عن الصغار ؛ حيث يساء فهمه، ويظن أن معناه هو ( الأعمال) ، وبالتالي لن يستطيع معايشة مفهوم العبادة الذي يفترض به أن يغطي كل زمن الحياة، وبالتالي يخسر الإنسان هنا خسارة لا يقدر قدرها :

- من جهة عيش الحياة بطريقة صحيحة ،موصولة بواهب الحياة ،وممدها بالسعادة ،

- ومن جهة الآخرة ، والسعي لعلو درجاتها ،والقرب من الله ،ولا شك أنها خسارة لفرصة لن تتكرر أبدا !

كل هذا الفرق ناتج عن ضعف مفهوم الكلمات ،وتعميقها، وإلى هذه الدرجة يصل خطر هذا الأمر .


- مما يميز المتربي في هذه المرحلة أيضا  :
  عدم قبوله للتعارضات في المفاهيم إلا بتفسير واضح ، فهذا من صفاته الفكرية ،

- مثال ذلك:
يطلب منه عدم فتح الباب إلا بعد التحقق من هوية الطارق ؛ فيقوم بذلك ،
ثم يعنف في إحدى المرات لأنه فعل ذلك مع ضيف عزيز !!
( يسبب له هذا إرباك فكري )

-  من صفاته أيضا:
تكوين صورة عن الحقائق، يأمر بها غيره، أو على الأقل يقيس بها غيره ؛ فما يتصوره يحكم به ،وينتقد مايخالفه بصوت عال !

يتبع