2023-01-08 10:07:05
#أحـاديـث_نـبـويـة
النهي عن مسابقة الإمام في الصلاة
صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ ، فَقالَ : (أيُّها النَّاسُ ، إنِّي إمَامُكُمْ ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ ، فإنِّي أرَاكُمْ أمَامِي ومِنْ خَلْفِي) ، ثُمَّ قالَ : (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ ، لو رَأَيْتُمْ ما رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا). قالوا : وما رَأَيْتَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ : (رَأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ).
#الراوي : أنس بن مالك
#المصدر : صحيح مسلم
#شـرح_الـحـديـث
متابعةُ الإمامُ في الصَّلاةِ لازمةٌ ، وقد وردَتْ عدَّةُ رِواياتٍ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيها الأمرُ والحثُّ على متابعةِ الإمامِ في كلِّ أفعالِه وحركاتِه وهَيْئاتِه.
ونهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن سَبْقِ الإمامِ في الصَّلاةِ ، وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسٌ رضي الله عنه :
● (صلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ) ، أي : انتهى منها.
● (أقبَل علينا بوجهِه) ، أي : التَفتَ إلى المأمومين وجَعَلهم في قُبالة وجهِه.
● فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (أيُّها النَّاسُ) ، أي : مناديًا لجَذبِ أسماعِ مَن حولَه ، والمرادُ بالنَّاسِ : كلُّ مَن كان يُصلِّي خَلْفَه من المأمومين.
● (إنِّي إمامُكم) ، أي : تابعين بحَركاتِكم في الصَّلاةِ لفِعْلِ وحَركاتِ إمامِكم.
● (فلا تسبِقوني بالرُّكوعِ ولا بالسُّجودِ ، ولا بالقيامِ ولا بالانصرافِ) ، أي : لا يكونُ ركوعُكم قَبْلَ رُكوعِ الإمامِ ، ولا يكونُ سُجودُكم قبلَ سُجودِ الإمامِ ، وهكذا في باقي أحوالِ الصَّلاةِ ، والمُرادُ بالانصرافِ في الصَّلاةِ : التَّسليمُ.
(فإنِّي أراكم أمامي ومِن خَلْفي) ، أي : انْتَبِهوا لأحوالِ صَلاتِكم ؛ فإنِّي أراكم مِن خَلف ظَهْري بمِثْل ما أراكم بوجْهي.
● ثمَّ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (والَّذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدِه) ، أي : قاسمًا باللهِ عزَّ وجلَّ ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الذي يَملِك الأَنفُسَ ، وكثيرًا ما كان يُقسِم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بهذا القَسمِ.
● (لو رأيتُم ما رأيتُ) ، أي : يُخبِر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابَه أنَّهم لو كُشِفَ لهم عمَّا يُكشَفُ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
● (لضَحِكْتم قليلًا ، ولبكيتم كثيرًا) ، أي : لقَلَّ ضَحِكُكم وزاد بكاؤُكم ؛ لهولِ ما ستَطَّلِعون عليه وَترَوْنه.
● فقال الصحابةُ رضِي اللهُ عنه : (وما رأيتَ يا رسولَ الله؟) أي : ما الذي تُريدنا أنْ نراه؟.
● قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (رأيتُ الجنَّةَ والنَّارَ) ، أي : لو رأيتم ما رأيتُه في الجنَّةِ والنَّارِ مِن النَّعيمِ للمُطيعين في الجنَّةِ ، ومِن العذابِ للعاصين في النَّارِ ، لأصابَكم الهَمُّ والغَمُّ حيثُ تَرجُون وتخافون ؛ ترجُون الجنَّةَ وما فيها ، وتخافون النَّارَ وما فيها ، ولا أحدَ يستطيعُ أن يعرِفَ مصيرَه ، وبذلك تتركون الضَّحِكَ في الدُّنيا إلَّا قليلًا ، وتلازمون البكاءَ كثيرًا.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على الخشوعِ في الصَّلاةِ ، والمحافظةِ على إتمامِ أركانِها.
⊙ وفيه : أنَّه ينبغي للإمامِ أن يُنبِّهَ النَّاسَ على ما يتعلَّقُ بأحوالِ الصَّلاة ، ولا سيَّما إن رأى منهم ما يُخالِفُ الأَولى.
⊙ وفيه : بيانُ معجزةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم برؤيتِه مِن خلفِه كما يرَى مِن أمامِه.
#الموسوعة_الحديثية
https://dorar.net/hadith/sharh/23208
25 viewsبوت نشر المنارة 1, 07:07