Get Mystery Box with random crypto!

وسنده ضعيف جدًّا، فيه عبيد الله بن أبي حميد أبو الخطَّاب الهذل | 🔥قناة الشهب المحرقة في كشف المفرقة🔥

وسنده ضعيف جدًّا، فيه عبيد الله بن أبي حميد أبو الخطَّاب الهذلي أجمع الأئمَّة على تضعيفه، ولخَّص عبارتهم الحافظ ابن حجر في «التَّقريب» فقال: «متروك الحديث».
***
الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحفر:
لم تذكر الطُّرق الصَّحيحة لهذا الحديث زيادة حفر المكان الَّذي بال فيه أو نقل ترابه إلى خارج المسجد، وقد روي الأمر من طرق، لكنَّها متكلَّم فيها:
* الطَّريق الأوَّل ـ من حديث عبد الله بن مسعود:
أخرجه الدَّارقطني في «السُّنن» (477)، وأبو يعلى في «المسند» (3626) من طريق أبي هشام الرِّفاعي محمَّد بن يزيد، عن أبي بكر بن عيَّاش، عن سِمعان بن مالك، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وفيه: «جاء أعرابي فبال في المسجد فأمر رسول الله ﷺ بمكانه فاحتفر...».
وأخرجه الطَّحاوي في «شرح المعاني» (1/14) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، عن أبي بكر بن عيَّاش به.
وسنده ضعيف جدًّا، سِمعان ضعَّفه أبو زرعة وقال: «ليس بقوي»، وفيه أيضًَا: أبو هشام الرِّفاعي محمَّد بن يزيد ليس بالقويِّ أيضًا، وله أحاديث منكرة عن أبي بكر بن عيَّاش.
وأمَّا السَّند الثَّاني من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني فهو ضعيف أيضًا؛ لأنَّ الحمَّاني معروف بسرقة الحديث، فيكون سرقه من أبي هشام الرِّفاعي.
ونقل ابن الملقِّن عن أبي زرعة أنَّه قال: «حديث منكر»، وعن ابن أبي حاتم أنَّه قال: «ليس لهذا الحديث أصل».
وقال الدَّارقطني في «العلل» (5/81) بعد أن ذكر زيادة الحفر في السَّند: «ليست بمحفوظ عن أبي بكر بن عيَّاش».
لأنَّه روي الحديث من غير طريق أبي هشام الرِّفاعي ولم يذكر الحفر.
* ثانيًا ـ من حديث أنس بن مالك:
ذكر ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/334) أنَّ أبا محمَّد بن صاعد روى عن عبد الجبَّار بن العلاء، عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك: «أنَّ أعرابيًا بال في المسجد، فقال النَّبيُّ ﷺ: «احْفِرُوا مَكَانَهُ ثُمَّ صُبُّوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ».
ونقل عن الدَّارقطني أنَّه قال: «وهم عبد الجبَّار على ابن عيينة؛ لأنَّ أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عن يحيى بن سعيد، فلم يذكر أحد منهم الحفر، وإنَّما روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن طاوس: أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «احْفِرُوا مَكَانَهُ» مرسلاً، فاختلط على عبد الجبَّار المتنان».
قلت: تقدَّم أنَّ الحديث رواه عن سفيان بن عيينة: أحمد في «المسند»، والشَّافعي عند أبي عوانة، وسعيد بن عبد الرَّحمن المخزومي عند «التِّرمذي»، ولم يذكروا الحفر عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد.
وانفرد بذكره عبد الجبَّار بن العلاء، قال عنه ابن حجر في «التَّقريب»: «لا بأس به»، فمثله إذا خالف أمثال أحمد والشَّافعي وغيرهما تكون روايته شاذَّةً.
وقد بيَّن الدَّارقطني سبب الشُّذوذ، وذلك أنَّ ابن عيينة روى هذا الحديث من طريق آخر عن عمرو بن دينار، عن طاووس قال: «بال أعرابي... » فذكره وذكر الحفر.
أخرجه عبد الرَّزَّاق في «المصنَّف» (1659) عن ابن عيينة.
ورواه أيضًا الطَّحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/13) من طريق ابن عيينة.
فاختلط على عبد الجبَّار هذا الطَّريق بالطَّريق الآخر الموصول فحمله عليه، والصَّواب أنَّ ابن عيينة روى الحفر عن عمرو بن دينار، عن طاوس مرسلاً.
* ثالثا ـ من حديث عبد الله بن معقل بن مقرن مرسلاً:
أخرجه أبو داود في «السُّنن» (381)، ومن طريقه الدَّارقطني في «السُّنن» (479) عن موسى بن إسماعيل، عن جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن معقل بن مقرن قال: قام أعرابيٌّ إلى زاوية...، وفيه قول النَّبيِّ ﷺ: «خُذُوا مَا بَالَ عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ فَأَلْقُوهُ...».
وسنده مرسل؛ قال أبو داود: «وهو مرسل ابن معقل لم يدرك النَّبيِّ ﷺ».
* رابعا ـ من حديث طاووس مرسلاً:
وقد مرَّ أنَّ ابن عيينة رواه عن عمرو بن دينار، عن طاووس، وأخرجه أيضًا عبد الرَّزَّاق في «المصنَّف» (1662) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: «بال أعرابيٌّ في المسجد...»، وفيه: «احْفِرُوا مَكَانَهُ».
وبالنَّظر في هذه الطُّرق نجد أنَّ الأحاديث الصَّحيحة الموصولة لم يذكر فيها الحفر، ولم يأت إلاَّ من جهات ضعيفة أو مرسلة.
* فائدة إسنادية:
جاء في الحديث قول أنس أو غيره من الرُّواة: أو كما قال رسول الله ﷺ.
وفي هذا دليل على جواز نقل الحديث بالمعنى دون اللَّفظ، فلم يقطع بلفظه لكنَّه عوَّل على المعنى فيه، فلذا نرى أنَّ بعض الرِّوايات جاءت بلفظ، وبعضها بلفظ آخر، وفي بعضها زيادة على الرِّوايات الأخرى، وكلُّها مؤدِّية لمعنى واحد في الحديث.
***
* شرح متن الحديث وفوائده:
* المسألة الأولى ـ في غريب ألفاظه:
* الأعرابي: ـ بالألف ـ: إذا كان بدويًّا صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ وتتبُّع لمساقط الغيث, سواء كان من العرب أو من مواليهم ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب.
ويقال: إنَّ الأعرابي إذا قيل له: يا عربي فرح بذلك وهشَّ له، والعربيُّ إذا قيل له: يا أعرابي غضب له.