Get Mystery Box with random crypto!

فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم ف | 🔥قناة الشهب المحرقة في كشف المفرقة🔥

فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم فهم أعراب ومن نزل بلاد الرِّيف واستوطن المدن والقرى العربيَّة وغيرها ممَّن ينتمي إلى العرب فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء.
وهذا الأعرابيُّ قيل: إنَّه ذو الخويصرة اليماني، وقد جاء ذلك من طريق ضعيفة مرسلة عند أبي موسى المديني في كتاب «الصَّحابة»، وقد صار من رؤوس الخوارج.
وقيل: هو عيينة بن حصن، وقيل هو الأقرع بن حابس.
وهذا التَّعيين في علوم الحديث يسمى تعيين المبهم وقد صنَّف فيه الأئمَّة كتبًا باسم «الغوامض والمبهمات»، صنَّف فيه عبد الغنيِّ بن سعيد الأزدي، وأبو القاسم خلف بن بشكوال الأندلسي، والخطيب البغدادي واسم كتابه: «الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة»، وكذا النَّووي وولي الدِّين العراقي وغيرهم، وكلُّ هذه الكتب مطبوعة, وفوائد تعيين المبهم كثيرة، منها:
ـ تحقيق الشَّيء على ما هو عليه، فإنَّ النَّفس متشوِّفة ومتشوِّقة إليه.
ـ أن يكون في الحديث منقبة وفضيلة لذلك المبهم، فتستفاد بمعرفته وتعيينه فضيلته فينزَّل منزلته.
ـ أن يشتمل على فعل لا يصلح أن ينسب إلى مقام الصحابة، فيحصل بتعيينه السَّلامة من جوَلان الظَّنِّ في هؤلاء الأخيار، كما جاء في هذا الحديث.
ـ أن يكون ذلك المبهم سائلاً عن حكم عارضه حديث آخر فتستفاد بمعرفته هل هو ناسخ أو منسوخ إن عُرف إسلام ذاك الصَّحابي, إلى غير ذلك من الفوائد الَّتي لا تخفى.
* «طائفة المسجد»: جاء في رواية عند البخاري: «جاء أعرابيٌّ فبال في طائفة المسجد»، وطائفة المسجد يعني جزءًا منه، وطائفة النَّاس جزء منهم، ووقع في طرق أخرى: «ناحية المسجد»، والمعنى واحد.
* «تحجَّرت»: يقال: تَحَجَّرَ ما وَسَّعه الله أي: حرَّمه وضَيَّقَهُ، أي: ضيَّقت ما وسَّعه الله وخَصَصْت به نفسك دون غيرك.
وقيل: هو على بابه في معنى الحَجْر وهو المنع، ومنه حَجْرُ القاضي على الصَّغير والسَّفيه إِذا منعهما من التَّصرُّف في مالهما، فيكون المعنى: لقد اعتقدتَ المنع فيما لا منع فيه.
ويظهر من سياق الحديث أنَّ الأعرابي لمَّا دخل المسجد صلَّى ركعتين، ثمَّ دعا بدعاء فيه تضييق لرحمة الله، فقال له النَّبيُّ ﷺ: «لَقَدْ تحَجَّرتَ وَاسِعًا».
ثمَّ قام إلى زاوية في المسجد فبال، ويهم الكثير بذكر أن سبب هذا الدعاء من الأعرابي هو ما وقع له من إنكار الناس عليه، ونهي النبي ﷺ له ورحمته به، وألفاظ الحديث خلاف هذا الفهم.
* قول أنس: قال أصحاب رسول الله ﷺ: «مهْ مهْ»:
«مهْ»: اسم فعل مبني على السُّكون معناه اكفف، وهي كلمة زجر قيل أصلها: ما هذا! ثمَّ حذف منه تخفيفًا، وتقال مكرَّرة ومفردة, وقيل: هي لتعظيم الأمر، مثل قول النَّبيِّ ﷺ: «بخ بخ ذَاكَ مَال رَابح».
ومثل: صه بمعنى اسكت، كقول ابن مالك:
والأمر إن لم يك للنُّون مـحل//فيه هو اسم نحوُ صهْ وحيَّهل
* قوله: «أنَّ أعرابيًّا بال في المسجد فثار النَّاس إليه ليمنعوه».
«ثار النَّاس»: أي قام النَّاس، ومنه ثوران البعير، وجاء في رواية: «فصاح النَّاس به حتَّى علا الصَّوت»، وفي رواية: «فقام إليه النَّاس ليقعوا به»، وفي رواية: «فتناوله النَّاس».
* قوله ﷺ: «لاَ تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ»:
تُزرموه: بضمِّ التَّاء الفوقيَّة وإسكان الزَّاي، أي: لا تقطعوه، والإزرام: القطع.
يقال: زَرِمَ البيعُ إذا انقطع وزَرَمَ الشَّيءَ يَزْرِمُهُ زَرْمًا وأَزْرَمهُ وزَرَّمَه قطعه وزرِمَ دمعُهُ وبولُهُ، وازْرَأَمَّ انقطع وكلُّ ما انقطع فقد زَرِم، وجاء في حديث عند الطَّبراني في «الأوسط» (6/204) عن أمِّ سلمة: «أنَّ الحسن أو الحسين بال على بطن النَّبيِّ ﷺ فذهبوا ليأخذوه فقال النَّبيُّ ﷺ: «لاَ تُزْرِمُوا ابْنِي أَوْ لاَ تَسْتَعْجِلُوهُ» فتركوه حتَّى قضى بوله فدعا بماء فصبَّه عليه.
* قوله ﷺ : «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذَر».
القذَر: ضدُّ النَّظافة؛ وشيء قَذِرٌ بَيِّنُ القَذارةِ.
* قوله: «فجاء بدلو من ماء»:
الدَّلْوُ معروفة واحدة الدِّلاءِ الَّتي يُسْتَقَى بها تذكَّر وتؤنَّث، يقال: دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْوًا إذا أَخرجتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأى.
وجاء في رواية: «سَجلاً من ماء أو ذنوبًا من ماء»:
السَّجل بفتح المهملة وسكون الجيم، هو الدَّلو ملأى، ولا يقال لها ذلك وهي فارغة، وقيل السَّجل: الدَّلو الواسعة، وقيل: الدَّلو الضَّخمة.
* «أو ذنوباً من ماء»:
«أو» قيل هي للشَّك، أي أنَّ الرَّاوي شكَّ في أيِّ اللَّفظين سمع، وقيل: هي للتَّخيير، ورجَّح الحافظ ابن حجر الأوَّل وأنَّه شكٌّ من الرَّاوي؛ لأنَّ روايات أنس بن مالك لم يختلف أنَّها ذَنوب.
والذَّنوب لا يطلق إلاَّ على الدَّلو ملأى، فلماذا أكَّد بقوله ذنوب من ماء.
أجيب على ذلك لرفع الاشتباه، وذلك أنَّ كلمة ذنوب تشترك مع غيرها، فيقال للفرس الطَّويل الذَّنب الذَّنوب، ويقال للحظِّ الذَّنوب، ويوم ذنوب أي: طويل شرُّه، إلى غير ذلك من الألفاظ المشتركة.
* قوله: «فشنَّه عليه»: