Get Mystery Box with random crypto!

لكن من الخطأ أن تُفهم الحكمة الَّتي أُمرنا بالدَّعوة بها على غ | 🔥قناة الشهب المحرقة في كشف المفرقة🔥

لكن من الخطأ أن تُفهم الحكمة الَّتي أُمرنا بالدَّعوة بها على غير مفهومها الصَّحيح، وذلك باعتبار أنَّ كلَّ شدَّة في الدِّين ليست من الحكمة، بل حيثما أفادت الشِّدة وكانت المصلحة فيها فهي مطلوبة، وقد أباح الله القتال إذا بغت إحدى الطَّائفتين ولم يمكن إيقاف بغيها إلاَّ بالقتال، فقال تعالى: (وَإنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمُنينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإنَّ بَغَتْ إِحْدَهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَتِلُوا الَّتي تَبْغِى حَتَّى تَفىءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإنْ فآءَتْ فَأصْلِحُوا بَينَهُمَا بِالعَدلِ وَأَقسِطُوا إنَّ اللهَ يُحبُّ المُقْسِطِينَ) [سورة الحجرات]، وهذا نبيُّ الله موسى أمره الله تعالى أن يلين مع عدوِّه وهو فرعون، فقال تعالى: ﴿فَقُولاَ لَهُ قَولاً لَّينًا لَّعلَّهُ يَتَذكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [سورة طه]، واشتدَّ مع أخيه هارون فقال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُوني مِن بَعدي أَعَجِلْتُم أمْرَ رَبِكُمْ وَألَقَى الأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرأْسِ أَخيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) [الأعراف: 150].
والنَّبيُّ ﷺ أدَّب بعض الصَّحابة بل من علماء الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ فلمَّا أطال معاذ بن جبل الصَّلاة بقومه قال له: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ!»، ولمَّا قتل حبُّه وابن حبِّه أسامةُ بنُ زيد ت مشركًا نطق بكلمة التَّوحيد قال له: «يَا أُسَامَةَ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله!» قال أسامة: فلا زال يُكرِّرها حتَّى تمنَّيت أنِّي لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم».
إلى غير ذلك من النُّصوص الَّتي فيها الشِّدَّة وكانت المصلحة في ذلك، والأصل هو الرِّفق في الدَّعوة ومعاملة النَّاس باللِّين والرِّفق، لكن إن دعت الحاجة إلى استعمال الخشونة والشِّدَّة فليستعملها الدَّاعية خاصَّة مع رؤوس أهل البدع الَّذي يظهرون بدعهم ويدعون إليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة :: «المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلاَّ بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النَّظافة والنُّعومة ما نحمد معه ذلك التَّخشين» [المجموع (28/53)].
والله أعلم وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وآله.