2022-09-04 18:32:01
[في نهاية برنامج كنت أقدمه استمر حوالي 3 أسابيع تقريبًا قمت بتوزيع قهوة عربي وتمر على المتدربين، وكان الحديث عن أكثر شيء تعلمته خلال البرنامج.
وقبل أن أوزع التمر أخبرتهم أن هذا التمر من نخل زرعه والدي في حديقة قريته فادعوا له.
بدأ كل شخص يتحدث عن الفائدة التي خرج منها وماتعلمه من خبرات ومعارف ومهارات، ومع كل حديث أشعر بالسعادة والفخر.. الحمد لله لقد تركت أثرًا فيهم لقد تعبت كثيرًأ في تحضير هذا البرنامج وهذه نتيجة طبيعية!
جاء دور شاب لن أنساه ماحييت، قال:
مع احترامي وتقديري لمجهودك، لكنني ربما تأثرت بشيء آخر.
أمسك التمرة في يده وقال:
(عندما أمسكت التمرة، سألت نفسي، ما الذي فعله هذا الرجل الطيب في حياته، حتى يأتي شخص مثلي من الإسكندرية إلى القاهرة لا يعرفه ولا يعرفني، وأدعو له بصدق، ويعلمني درسًا لن أنساه عن معنى (الأثر)؟ يبدو أن هذا الرجل صادق فيما يفعل إلى الدرجة التي تجعل أثره يصل إلى من يعرفه ومن لايعرفه دون أن يشتهر أو يكون معروفًا، كنت أظن أنك كي تكون مؤثرًا في الناس يجب أن تكون مشهورًا، لكن تمرة والدك جعلتني أدرك أن الأثر مرتبط بصدق الإنسان وإيمانه بما يفعل ودون أن يفتعل الحاجة إلى ترك الأثر).
توفي والدي بعد هذا الموقف بعام، ومازلنا نأكل من التمر وندعو له ونتذكر ما علمنا إياه، ويذكرنا بمعنى الأثر على طريقته العفوية البسيطة..
اللهم ارحمه واغفر له، وارحم كل من ترك فينا أثرًا طيبًا..
وطيب الله خاطر هذا الشاب الذي علمني هذا المعنى]
كتبته الأستاذة هبة عبد الجوادhttps://t.me/drwasfy
85 views15:32