2022-09-02 21:20:23
أنا مصري، وأعتز بالحضارة المصرية منذ جذورها التاريخية، وأٌحْيي الملامح الطيبة في هذا التراث المصري،
وأنا عربي، عَرَّبَني الإسلام، حيث اللغة العربية تمثل الدائرة الثقافية التي هي الدائرة القومية،
وأنا مسلم، أنتمي للدائرة الإسلامية وللمحيط الإسلامي وللجامعة الإسلامية،
وأنا إنسان، لي علاقة بكل البشر؛ لأن التكريم في القرآن وفي الإسلام لكل بني آدم.
وأنا أُشَبِّهُ الوحدة الإسلامية بمحيط يحتضن الجزر القومية والكيانات الوطنية،، وبالتالي هناك وحدة وهناك تنوع، معاً.
عندما أتاني شباب أكراد يتعلمون في مصر، قلتُ لهم :
أنا وُلدت في قرية كان فيها عائلة "الضالعي" من الضالع في اليمن،
وكان فيها عائلة "الإزميرلي" من إزمير في تركيا،
وبجوار قريتنا "قرية الكرد"، نسبةً للأكراد،
وعندنا "عِزبة الأرانطة" من أرناؤوط،
فأسماء العائلات في مصر "أممية" قبل أن تعرف أوربا الأممية الطبقية، أو أن تعرف الأممية العرقية، حيث تجد عندنا عائلة الحجازي، وعائلة البغدادي، وعائلة الموصلي، وعائلة الشامي، وعائلة الحلبي، وعائلة البيجاوي، وعائلة الجزائري،
وهنا الوحدة عَرَفَتْ التنوع،
لذلك أنا أنظر لهذه الوحدة أنها مبنية على التنوع على الاختلاف على التعدد وليس على التناقض الذي يرفض الآخر ويقصي الآخر.
ولها، كان "مَكْرَم عبيد باشا"، وكان من قادة ثورة 1919م، يقول : "أنا مسيحي ديناً ومسلم وطنًا"؛ لأن الحضارة إطار جامع،
ولذلك، الحضارة العربية والحضارة الإسلامية جامعة لكل الديانات رغم أن طابعها الحضاري طابع إسلامي.
إذن البعد الحضاري والقَسَمة الحضارية جامعة لكل الديانات ولكل المذاهب، وفيها تزدهر الثقافات الفرعية.
لقد جمع الإسلام المسلمين على جوامع خمسة :
1 ـ وحدة العقيدة.
2 ـ وحدة الشريعة.
3 ـ وحدة الأمة
4 ـ وحدة الحضارة.
5 ـ تكامل دار الإسلام.
وفي إطار هذه الجوامع تتنوّع كل ألوان الطيف، وتزدهر كل الزهور،
فنحن لا نريد وحدة تقتل التنوّع، ولا نريد تنوّعاً ينفي الوحدة.
ولهذا، عندما أتكلم عن الوحدة والتنوع أراها ليس فقط في الإطار الإسلامي، وإنما في الإطار العالمي كذلك،
فنحن نريد أن يكون هناك "آخر"؛ لأن وجود الآخر ووجود التنوّع ووجود التعدد على النطاق العالمي من سنن الله سبحانه وتعالى.
د. محمد عمارة رحمه اللهhttps://t.me/drwasfy
902 views18:20