2022-06-04 20:32:18
روى مسلم في صحيحه من حديث حُذَيْفَة بن اليَمَان - رضي الله عنهما - قال : كنَّا عند عمر ، فقال : أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن؟
فقال قومٌ : نحن سمعناه ،
فقال : لعلكم تعْنُونَ فِتنة الرجل في أهله وجاره؟ .
قالوا : أجل ،
قال : تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ؛ ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموجُ موج البحر؟
قال حذيفة : فأسكت القومُ ، فقلت: أنا ........ إلى آخر الحديث .
دل هذا على أن الرجل يفتتن في أهله وجاره ، وفتنته فيهم إما بالإفراط أو التفريط .
فإهماله لأهل بيته في تقويم دينهم وخلقهم فتنة وابتلاء يسأل عنه يوم القيامة ،
وتركه لهم دون عمارة قلوبهم بتعظيم الله ومحبته وخوفه ورجائه فتنة ويسأل عنه يوم القيامة ،
وترك غرس وجوب اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم فتنة ويسأل عنه يوم القيامة ،
وترك تعليمهم ما تقوم به عبادتهم فتنة يسأل عنها يوم القيامة ، وترك العناية بسلوكهم وأخلاقهم فتنة ويسأل عنه يوم القيامة ،
وكذلك ترك الإنفاق عليهم بالمعروف فتنة ويسأل عنها يوم القيامة ،
وترك الكسوة بالمعروف فتنة ويسأل عنها يوم القيامة ،
والتشديد عليهم في المباحات كذلك ،
ومعاملتهم بالطباع الحادة والأخلاق السيئة فتنة ويسأل عنها يوم القيامة ،
التفاضل في المعاملة والعطية بينهم كذلك .
فتحصل أن الرجل لابد له من أن يراقب الله - عز وجل - في أهل بيته وأن يقوم فيهم قيام الرجال بالحزم والمودة ، كل في موضعه ، وأن يجعلهم سببا لدخوله الجنة ، وأن يكون صلاح دين أعظم ما يشغله ، وأن يشعرهم بحبه ولطفه مع إشعارهم بشدته في الحق في غير ظلم .
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد .
أبو عاصم نبيل التومي - حفظه الله -
↵ قَـنَــ↯ـاةُ :
❃ طَـلــبةُ العِـلم فِـي ليـبـيَـ↶ـا ❃
❃ T.me/libya_salaf ❃
سَـاهمُوا في نَـشرها فالدّالُ على الخيـر كفاعلــه
871 views17:32