2022-05-30 02:36:21
#بنيتي_وصرتِ_زوجة
هذه رسالتي لابنتي كتبتها لها بمناسبة زفافها غدا الاثنين -إن شاء الله- رأيت نشرها لتعم الفائدة، ولعلها تصل من ينتفع بها من أخواتنا، وبناتنا، مع دعائي لهن بالتوفيق.
أقول وبالله التوفيق:
بنيتي، أنه تحول جديد في حياتك، ويوم تضعين فيه الخطوة الأولى كزوجة، كنت ابنتي وفقط، أما اليوم فأنت زوجة وابنتي، لم أقل ذلك زهدا ولا إبعادا؛ ولكن الله أراد أن يكون زوجك أولا في حياتك، ولأنني حينما أراك زوجته الصالحة سأكون الأب السعيد.
بنيتي.. لما كبرت وصار باب طلبك يدق، كنت أقول من ذلك الشاب الصالح الذي سيأتي ويأخذها من بين يدي، من يا ترى الشاب الذي يستحقها؟
من المحظوظ الذي سيفوز بها؟
ليس لأنك في عيني أجمل البنات، وأكمل الفتيات، إنما لأنني أب.
فلئن كانت كل فتاة بأبيها معجبة؛ فإن كل أب بابنته مغرم.
بنيتي.. صحيح أنه شنّف سمعي وسمع أمك ثناء الناس عليك، وأسعدنا ذلك، ولكن هذا كله سيكون أجمل وأكمل إذا سمعناه غدا من زوجك. فلا تتكني على ثنائهم فيقعد بك عن مكرمة أو يحجزك عن واجب. بل اجعليها محفزا للمزيد من النبل وحسن الخلق. وزينيه بالإيمان والعمل الصالح.
فلا هناء ولا راحة لمن ابتعد عن ربه، إذ كيف نطلب من الله حياة طيبة وعملنا غير طيب؟!
{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
بنيتي.. إن أجمل الأزواج (رجالا ونساء) من يبادرون إلى القيام بما عليهم وما ينبغي منهم، قبل أن تتطلع نفوسهم لما لهم من حقوق، وأنبلهم من يعطي الفضل، ويعفو عن التقصير.
بنيتي.. إن تأسيس علاقة زوجية رائعة ليس أمرا مستحيلا، وإن مشقته أيسر من عاقبة الإهمال والندية والمشاحة، ومشقة الأولى تخف مع الزمن وتصبح سلوكا وعادة، بينما مشقة الثانية ككرة الثلج تكبر يوما بعد يوم.
فاستعيني بالله تعالى، وسليه التوفيق، واستفيدي من توجيهات أبويك سيما- أمك.
بنيتي.. إن جمال الزوجة في روحها قبل شكلها، وأناقتها في لفظها قبل لباسها، ورقتها في تعاملها قبل بشرتها، وبياضها في قلبها قبل بشرتها، وإن قوتها في سيطرتها على قلب زوجها وكسب وده؛ لا في صلابتها وخروجها عن فطرتها (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)
إن اللذة والتميز في العطاء، والبناء، والمرونة، والتغافل، والتسامح.. أما أضدادها فعناء ومشقة ومكابدة بلا معنى ولا طعم.
بنيتي.. ذكر الله قوة للبدن وللروح، وإن دوم الافتقار إلى الله، واللجأ إليه، وسؤاله التوفيق، مصدر القوة، وباب السعادة، فالعون منه بقدر الافتقار إليه، وتذكري دوما أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله) وكرريها، وتأمليها في كل أحوالك.
فهي كنز من كنوز الجنة، ومصدر قوة على أحوال الدنيا وتقلباتها.
بنيتي.. هذه الكلمات طردت عن عيني النوم هذه الليلة، وأبت إلا أن أسطرها لك، وقد اختطلت فيها مشاعر الأب بتوجيهات المعلم المربي، ونصائح المشفق، وظن المتفائل، وأمل المتطلع الواثق بعدم الخيبة بإذن الله، وإني علي يقين أن حرف منها لن يغيب عن خيالك، ولن تخالفه فعالك.
أسأل الله أن يجعلك أجمل النساء، وأكملهن في عين زوجك، وأن يحببك إلى قلبه كأشد ما يحب زوج زوجته، ويزرع حبه في قلبك، ويقيم علاقتكما على تمام الدين، وحسن الخلق، ويرزقكما صالح الذرية وأجملها. آمين
أبو همام محمود المصدور - حفظه الله -
↵ قَـنَــ↯ـاةُ :
❃ طَـلــبةُ العِـلم فِـي ليـبـيَـ↶ـا ❃
❃ T.me/libya_salaf ❃
سَـاهمُوا في نَـشرها فالدّالُ على الخيـر كفاعلــه
820 views23:36