Get Mystery Box with random crypto!

#إجابة_السؤال_السابق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسأل | رضا الجنيدي

#إجابة_السؤال_السابق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله أن يشرح صدركِ ويهدي قلبكِ، ويرزقكِ اليقين في الله عز وجل، ويقيكِ شر وساوس الشياطين.



توقفت كثيرًا عند كلماتكِ التي تقولين فيها أنكِ فقدتِ ثقتكِ في الله عز وجل، وأحزنني أن يكون ذلك شعوركِ، وأنتِ التي كنتِ ذات يوم تتذوقين حلاوة هذا اليقين كما تقولين.



هذه المشاعر التي تنتابكِ - يا ابنتي - ما هي إلا وساوس يريد الشيطان أن يطعنكِ من خلالها بخنجر الحزن والقلق والشك، ومن ثم ضعف الإيمان في الله عز وجل، فلا تستسلمي لهذه الأفكار والوساوس، وابذلي كل جهدكِ للتنعم بحسن الظن في الله، واليقين والثقة فيه عز وجل، واعلمي أنَّ من أهم أسباب فقد هذه الثقة جهلنا باسم الله الحكيم، فلو عرفنا هذا الاسم حق المعرفة، لرضينا بما كتبه الله لنا، وفرحنا به، حتى وإن كان ظاهره الألم؛ لأننا نعلم أنَّ في اختيارات الله وأقداره كل الخير لنا؛ لأنه هو الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه.



سأضرب لكِ مثالًا:

حينما تؤلمكِ أسنانكِ تذهبين للطبيبة التي تثقين في مهارتها، وقد تُمنين نفسكِ بأنها ستصف لكِ دواء يخفف هذا الألم، فإذا بها تستخدم بعض الآلات الحادة لتزيل التسوس الموجود في أسنانك، أو ربما تقرر إزالة ضرس من ضروسكِ، وبالطبع سيصاحب هذا الإجراء الطبي بعض الألم، ولكن هل هذا يجعلكِ تتشككين في قدرات الطبيبة الماهرة، وتظنين في نفسكِ أنكِ أنتِ الأكثر خبرة وعلمًا في هذا المجال، فترفضين استكمال العلاج أم أنكِ ستستسلمين لها بكل طواعية، حتى وإن كنتِ تشعرين لبعض الوقت بالألم؟



بالطبع ما يحدث أننا نسلم أمر أسناننا للطبيبة الماهرة، ونتحمل هذا الألم؛ لأنه الطريق الوحيد المناسب لعلاجنا.



هذا - ولله المثل الأعلى - ما نفعله مع البشر حين نثق فيهم، فلماذا نرفض الاستسلام لحكمة الله، وتهتز ثقتنا به، حين يبتلينا ليطهرنا ويداوينا من أمراض قلوبنا ومعاصينا؟!



لماذا نفقد هذه الثقة، رغم أن ثقتنا به سبحانه وتعالى هي صمام الأمان الحقيقي لقلوبنا ضد هجمات وساوس الشياطين؟!

نحن ليس لنا بالفعل غير الله عز وجل نثق فيه الثقة الكاملة والتامة، فكل مصادر الثقة والأمان في هذه الحياة متغيرة ومتقلبة، وجزئية وغير كاملة، وحده الله عز وجل هو مصدر الأمان الحقيقي والكامل؛ فأفعاله كلها خير، حتى وإن بدت لنا غير ذلك، ومنعه عين الحكمة حتى وإن كان ظاهر هذا المنع حرمانًا لنا، حتى ابتلاءاته رحمة لنا؛ فكم من ابتلاء كان سببًا في هداية عصاة، وعودة شاردين إلى الطريق المستقيم! وكم من ابتلاء كان سببًا في إفاقة من انغمس في الملذات المحرمة!



الله عز وجل حكيم، والحكيم هو من يضع الشيء في موضعه، ونحن بإدراكنا المحدود لعواقب الأمور قد لا نعلم الحكمة مما يحدث لنا؛ لذلك قد يهتز يقيننا وثقتنا في الله، ولكن حين نعرف معاني هذا الاسم ستمتلئ قلوبنا ثقة في الله عز وجل، كتلك الثقة التي امتلأ بها قلب موسى عليه السلام حين كان البحر أمامه وفرعون وجنوده خلفه، فإذا بقوم موسى يقولون له: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61].



فما كان من نبي الله موسى إلا أن قال لهم بكل يقين وثقة في الله: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].



حين نعرف الله أكثر ستمتلئ قلوبنا ثقة فيه كتلك الثقة التي ملأت قلب هاجر، حينما تركها زوجها إبراهيم عليه السلام في الصحراء، فلما علمت أن هذا أمر الله، قالت بكل يقين: ((إذًا لن يُضيعنا الله)).



لذلك أنصحكِ بالتعمق في معرفة اسم الله الحكيم، وقصص الأنبياء والصالحين مع هذا الاسم، ومع اليقين في الله وحسن الظن به.



#تكملة_الإجابة