Get Mystery Box with random crypto!

تكملة إجابة السؤال السابق واعلمي - يا ابنتي - أن الدعاء ليس | رضا الجنيدي

تكملة إجابة السؤال السابق



واعلمي - يا ابنتي - أن الدعاء ليس بالضرورة أن يتحقق بالشكل الذي تريدينه أنتِ؛ فقد يكون ما تدعين به فيه كل الضرر لكِ، وأنتِ لا تعلمين؛ يقول الله عز وجل: ﴿ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].



لذلك اجعلي دعاءكِ دائمًا بأن يكتب الله لكِ الخير، وأن يرضيكِ به، وخذي بالأسباب مع الدعاء، فالتوكل الصحيح والحقيقي يحتم علينا الأخذ بالأسباب، ثم تفويض الأمر لله عز وجل وعدم التعلق بهذه الأسباب، فهل أخذتِ يا تُرَى بكل الأسباب الممكنة لتحقيق ما ترجوه نفسكِ من درجات عالية، أو غير ذلك، قبل أن تشتكي من فقدان ثقتكِ بالله؟



وهل بعد الأخذ بالأسباب فرغتِ قلبكِ من التعلق بمجهودكِ، وبهذه الأسباب، أم أن قلبكِ قد تعلق بها؟



وهل أحسنت الظن في الله عز وجل ولم يتشكك قلبكِ في قدرته على تحقيق أمنياتكِ، أم أن الخوف من القادم المجهول سيطر عليكِ فجعلكِ تسيئين الظن في ربكِ؟



كل هذه الأمور هي التي توضح لكِ، هل كانت ثقتكِ بربكِ ويقينكِ فيه، وتوكلكِ عليه، ثقة حقيقية ونقية، أم أنه كان يشوبها الشوائب من البداية؛ لذلك اهتزت هذه الثقة عند تعرضكِ لبعض الابتلاءات؟



راجعي نفسكِ، وفتشي في قلبكِ عن موضع هذا الخلل، واحرصي على أن تعرفي ربكِ معرفة حقيقية، من خلال معرفة أسمائه وصفاته، واحرصي كذلك على القراءة في أعمال وعبادات القلوب؛ مثل: اليقين، وحسن الظن بالله، والتوكل؛ لأنه من الواضح أن لديك بعض الخلل في بعض المفاهيم الخاصة بهذه العبادات، وتأكدي أن صلاح حالكِ لا بد له من علم صحيح بالله، وعلم صحيح بحال قلبكِ، وبالعبادات التي تداويه مما هو فيه، ثم عمل بمقتضيات هذا العلم، ووقتها ستعيش روحكِ في نعيم حقيقي بإذن الله، وستتذوقين حلاوة الثقة الحقيقية في الله، والتي ستكون ثابتة بإذن الله كالجبال الراسخة.



أسأل الله أن يعلمكِ ما ينفعكِ، وينفعكِ بما علمكِ، ويجعلكِ ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/155664/%D8%A7%D9%87%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/#ixzz7XQXc4cRL