Get Mystery Box with random crypto!

فَأَحِبُّوهُ )) ... إلى آخر الحديث ، وأن الملائكة لتقول للذين | Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي

فَأَحِبُّوهُ )) ... إلى آخر الحديث ، وأن الملائكة لتقول للذين قالوا : رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } [سورة فصلت : 31] ، كما نصّ على ذلك القرآن الشريف .

وذلك سرّ التوجّه إلى الأولياء وزيارتهم ، لتنتبه أرواحهم لحال الزائر ، وتلتفت إلى معونته بما أعطاهم الله تعالى من الخصائص ، كما تنفع أخاك بما أعطاك الله من قوة ، أو وجاهة ، أو مكانة ، أو ثروة ، أو أعوان ، أو أنصار ... إلى آخره ، وإن الإنسان هو هو في الدنيا والآخرة ، من حيث روحه التي هي باقية في العالمين جميعًا ، وليس الإنسان إنسانًا إلا بها كما شرحنا ، والأمر جلي ، ولكنها الأهواء عمَّت فأعمت .

والخلاصة :

أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد الخلق والإيجاد لغير الله تعالى ، والتّفرقة بين الأحياء والأموات لا معنى لها ، فإنه إن اعتقد الإيجاد لغير الله كفر ، على خلاف للمعتزلة في خلق الأفعال ، وإن اعتقد التسبب والاكتساب لم يكفر .

وأنت تعلم أن غاية ما يعتقد الناس في الأموات ، هو أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء ، لا أنهم خالقون مُوجِودون كالإله ؛ إذ لا يعقل أن يعتقد فيهم الناس أكثر من الأحياء ، وهم لا يعتقدون في الأحياء إلا الكسب والتّسبّب ، فإذا كان هناك غلط فليكن في اعتقاد التّسبّب والاكتساب ؛ لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن في المخلوق كما قلنا ، وإلا لم يكن مؤمنًا ، والغلط في ذلك ليس كفرًا ، ولا شركًا .

ولا نزال نكرر على مسامعك أنه لا يعقل أن يعتقد في الميت أكثر مما يعتقد في الحي ، فيثبت الأفعال للحي على سبيل التّسبّب ، ويثبتها للميت على سبيل التأثير الذّاتي والإيجاد الحقيقي ، فإنه لا شك أن هذا مما لا يعقل .

فغاية أمر هذا المستغيث بالميت -بعد كل تنزل- أن يكون كمن يطلب العون من المُقعد غير عالم أنّه مقعد ، ومن يستطيع أن يقول إن ذلك شرك ؟! على أن التّسبّب مقدور للميت وفي إمكانه أن يكتسبه كالحي بالدعاء لنا ، فإن الأرواح تدعو لأقاربهم ، كما في الحديث الشريف إذا بلغهم عنهم ما يسوؤهم ، فيقولون : (( اللهم راجع بهم أو لا تميتهم حتى تهديهم )) .

بل الأرواح يمكنها المعاونة بنفسها كالأحياء ، ويمكنها أن تلهمك وترشدك كالملائكة ، إلى غير ذلك على ماشرحناه ، وكثيرًا ما انتفع الناس برؤيا الأرواح في المنام . ولعلّنا نعود إليه.

انتهى كلام العلامة يوسف الدجوي -رحمه الله