Get Mystery Box with random crypto!

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشه | أنس البخاري

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

أنتم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفاء خلفائه الراشدين، وخلفاء خلفائهم بالحق إمامةً في الدين، فيكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "الإمام ضامنٌ"، وأثنى على إمام قومٍ هم به راضون، وجعل شرط إمامتكم دائرًا على القرآن والسنة والهجرة ويا لَجلال ذلك! ودعا لكم فقال: "اللهم أرشد الأئمة" فحسْبكم بهذا عزًّا، وإذا كان فضل الإمام بفضل ما يَؤمُّ الناس فيه قائمًا بحقه؛ فلا أفضل من الصلاة عملًا يُؤمُّ فيه المسلمون.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

مع ما تقدم من فضلٍ للإمامة؛ اعلموا أنها من أبواب الولايات، فهي الإمامة الصغرى، من طلبها وُكل إليها، ومن طُلب إليها أُعين عليها، إلا عبدًا يعلم أنه لا يقوم غيرُه مقامه، فإن أبطأ عنها وقتئذٍ كان ورعه عند الله وعند الذين أوتو العلم باردًا، وأنها فتنةٌ لما فيها من التصدُّر والرئاسة والظهور والعُلوِّ، حتى أنه لما قال عثمان لعبد الله بن عمر رضي الله عنهم: "اقض بين الناس"؛ استعفاه، وقال: "لا أقضي بين اثنين، ولا أَؤمُّ رجلين"، وصلى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- مرةً إمامًا، ثم قال: "لتُصَلُّن وُحدانًا، أو لتلتمسُن لكم إمامًا غيري؛ فإني لما أممتكم خُيِّل إلي أنه ليس فيكم مثلي"، وقيل لمحمد بن سيرين رحمه الله: ألا تؤمُّ أصحابك؟ فقال: "كرهت أن يتفرقوا فيقولوا: أمَّنا محمد بن سيرين"؛ اللهم سلِّم سلِّم.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

هذا حرفٌ لا يُزهِّدكم في الإمامة وقد بسط الله لكم في بابها؛ بل هو عونٌ لقلوبكم التي هي محل نظر ربكم على ما لا يقبل الله عملًا من عبدٍ بغيره؛ على الإخلاص، فاستعينوا بالله عليه يُعنكم، وكلما حدثتكم أنفسكم بالرياء طلبًا لمحامد الناس؛ فحدثوها أبلغ حديثٍ عن الإخلاص وأعظمه اكتفاءً بمحامد الرب عزَّ ثناؤه، وأبشروا بقبول ربٍّ عفوٍّ كريمٍ.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

أعانكم الله على ما أقامكم فيه من الخير العَلِي، وبارك لكم فيما أولاكم من الشرف السَّنِي، واستعملكم في بلاغ دعوة الحق بآياته إلى صراطه السَّوِي، وبسط لكم في أصواتكم، وزادكم قوةً إلى قوتكم، وفتح لكم في كتابه تدبرًا وحفظًا وأداءً، ووقاكم شرور أنفسكم وسيئات أعمالكم، وأحرزكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ورزقكم أخلص الصدق وأصدق الإخلاص إذ تُصلون وإذ تقرؤون، وأعاذكم من العين والحسد، وفتح بكم أعينًا عُميًا وآذانًا صُمًّا وقلوبًا غُلفًا، وأفاض عليكم من غيوث كتابه المجيد نورًا مسكوبًا وأفاض بكم، وحفظكم من شرار الإنس والجن، وتقبل عنكم أحسن ما تعملون، وتجاوز عن سيئاتكم في أصحاب الصدق، وغفر لكم بالقرآن ما تقدم من ذنوبكم وما تأخر، وجعله حجةً لكم لا حجةً عليكم، وثبتكم على الإيمان به حتى تلقوه في الآمنين، وأضاء به قلوبكم وقبوركم، ولقَّاكم به وجهه الكريم.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

ماذا عليكم لو بلَّغتم دعوة الله بما تتلون في المحاريب من الذِّكر الحكيم! تدارسوا تفسير ما تقرؤون، وتدبروه تدبرًا، وقِفوا عند كل آيةٍ غُيِّب المسلمون عن أنوارها مَلِيًّا؛ آيات حاكمية الله، وآيات الجهاد في سبيله، وآيات إقامة الدين والشرائع، وآيات الكفر بالطواغيت، وآيات الصدع بدعوة الله، ونحوهن من آيات القرآن، وكرِّروها على أفئدة الناس بغير إملالٍ، محسنين فيها الوقف والابتداء؛ إشارةً إليها وتنبيهًا عليها.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

إذا عجزتم أن تلعنوا طواغيت العرب والعجم في القنوت بأسمائهم؛ فادعوا الله عليهم بدعواتٍ عامةٍ وأكثروا، قولوا : اللهم عليك بالمجرمين الذين يصدون عن سبيلك، ويحاربون عبادك، ويفسدون على الناس أنفسهم ودينهم ومعاشهم، بصِّر اللهم بهم، وأعدَّ لهم، وأمكِن منهم، والعنهم لعنًا كبيرًا، ثم ادعوا الله أن يُحَكِّم فينا كتابه قبل لقائه، وأن ينصر عباده المجاهدين أينما كانوا، ثم ادعوا للأسرى أن يفرِّج الله عنهم ويثبتهم وينجِّيهم، ثم ادعوا للمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها بالسعة والعفو والعافية.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم:

ما كان الرجل في القديم -سلفيًّا أو أزهريًّا أو إخوانيًّا أو تبليغيًّا أو جهاديًّا- يقنت بالناس في شهر رمضان؛ إلا ويدعو الله على اليهود ومحاربي الإسلام من إخوانهم وأوليائهم، وأن يحرِّر الله المسجد الأقصى، وأن يُحَكِّم فينا كتابه قبل لقائه، وأن ينصر عباده المجاهدين أجمعين، ويسمِّي البلاد المحتلة من الكفار بلدًا بلدًا، يبعث الله -يومئذٍ- بضراعاتهم وبكائهم ما كاد يكون في نفوس الناس نسيًّا منسيًّا.

يا أئمة ‍التراويح والتهجد، هُداة آي الذكر الحكيم في ليالي الشهر العظيم: