2023-03-16 21:01:12
هناك فكرة انتشرت بين الشباب المتدين وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح أصحابه: أنه لابد أن يشفع كلامه بتبرئة نفسه فيقول: والله ما شايف نفسي احسن منه يا شيخ، أنا برضو عندي ذنوب، بس يعني أنا خايف عليه مش قصدي حاجة .. إلخ. وكأنه يبرئ نفسه من تهمة بجريمة!
هذه الفكرة في الحقيقة هي من لوثات الحداثيين و(ندابين الليبروإسلاميين)؛ أنك كلما أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر أو غضبت من باطل فهذا في الحقيقة لأنك ترى نفسك أحسن من الناس، ويدخل في تحليل نفسيتك وأنك لك دافع أنك عاوز تفرض عليه طهرانيتك وأنك بلا ذنوب .. الخ المندبة التي أوحاها إليهم شياطينهم.
مُر بالمعروف وانهَ عن المنكر ودعك من هذه اللوثات؛ ولا تشغل بالك هيتقال ايه، ولا هتتشاف ازاي، والمسلم الذي يجد أخاه ينصحه ويوجهه يجب عليه أن يشكره وينظر في معصية نفسه، لا أن ينشغل بالتحليل النفسي لناصحه وهذا الكلام الذي يدخله في درجات من الذنب هي أعلى من فعل الذنب نفسه؛ وهو التكبر على قبول الحق وانتقاص الناس؛ وهو الكبر كما قال صلى الله عليه وسلم: «الكبر بطر الحق وغَمْط الناس».
فيزين له الشيطان حتى لا يكون واقعا فقط في معصية بل ومستكبر ومسيء الظن وغامط لإخوانه من ناصحيه. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
#مقالات_أبي_علياء
476 views18:01