2022-01-13 10:47:25
وجاء عن السلف الصالح الرحلة في طلب الأدب.
قال أبو عبيد- رحمه الله تعالى-: (كان أصحاب عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- يرحلون إلى عمر- رضي الله عنه- فينظرون إلى سمته وهديه ودلّه فيتشبّهون به).
ذكره أبو عبيدة القاسم بن سلام في ((غريب الحديث)).
وعن محمد بن عيسى قال: قدم ابن المبارك قدمة فقيل له: إلى أين تريد؟ قال: إلى البصرة. قيل له: من بقي؟ قال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه.
ذكره ابن الجوزي في ((صفة الصفوة)) (2/ 184).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نأتي الرجل ما نريد علمه ليس إلا أن نتعلم من هديه وسمته ودله، وكان علي بن المديني وغير واحد يحضرون عند يحيى بن سعيد القطان ما يريدون أن يسمعوا شيئا إلا ينظروا إلى هديه وسمته.
ذكره ابن مفلح في ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) (2/ 149).
وقال ابن الجوزي رحمه الله في ((صيد الخاطر)): (قد كان جماعة من السّلف يقصدون العبد الصّالح للنّظر إلى سمته وهديه، لا لاقتباس علمه، وذلك أنّ ثمرة علمه هديه وسمته).
وقد قيل: طلب الأدب أولى من طلب الذهب.
لهذا كانت الآداب الرفيعة العالية قد اختلطت بدمهم ولحمهم، وفي دعوتهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)).
أخرجه أحمد في ((المسند)) وصححه الألباني.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
شحات ليبيا: يوم الأربعاء 14 ربيع الأول سنة 1443 هـ
الموافق لـ: 20 أكتوبر سنة 2021 ف
قناة كشكول أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية .
https://t.me/abouzkhar
227 views07:47