Get Mystery Box with random crypto!

فر: (45) تلك هي أهم ملامح قضية المكر كما صورها القرآن الكريم, | 🔶عــفـــــاش الأســلامــيــة

فر: (45) تلك هي أهم ملامح قضية المكر كما صورها القرآن الكريم, لكن هناك كما يقول المفسرون آيات تعد العمدة في الباب والأساس في رصد القضية ومفتاح السننية في قضية المكر والماكرين , ومن خلال التأمل في الآيات الأربع والأربعين التي تناولت قضية المكر والماكرين يمكن أن نجد الآيات التي تعد عمدة الباب هي: 1- قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ) الأنعام: 123, (124)) والعجيب أن الآيتين  تأتيان في مقام واحد  يسبقهما النص على أنه لا يستوي من كان ميتا فأحياه الله (تعالى) بالإيمان, ومن كان مقيما في الظلمات ليس بخارج منها,وعقب عليها بأن من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام,ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء.     ومن عجيب رصد تلك السنة أن هناك علاقة طردية بين المكر, والإجرام, والإعلام, فالماكر ليس من عموم المجرمين بل من أكابر المجرمين, ويستخدم التزوير والتلفيق والكذب الممنهج للتلبيس على الناس يقول صاحب أيسر التفاسير: (فالماكر من أكابر المجرمين حيث أفسدوا عقائد الناس وأخلاقهم وصرفوهم عن الهدى بزخرف القول والاحتيال والخداع، هم في الواقع يمكرون بأنفسهم إذ سوف تحل بهم العقوبة في الدنيا وفي الآخرة، إذ لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ولكنهم لا يدرون ولا يعلمون أنهم يمكرون بأنفسهم.)( ) فهل في هذا الكلام السنني القرآني البديع قرب من الواقع الذي يعيشه الناس اليوم ويكتوون بناره وسعاره, حتى لكأني أشعر بآيات القرآن توشك أن تخبر بأسماء المجرمين الماكرين إلا أنها السنن الماضية والنواميس المطردة, التي تتلاقي فيها مضامين المسطور مع المنظور ويتآلف فيها قول الخبير مع صنعه, بصورة باهرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا. ضعف الماكرين علاماته ودلالاته إن الماكرين ضعاف,ضعاف مهما ملكوا القوة والتزوير, ومهما أمعنوا التلبيس والتضليل, مهما سيطروا على الإعلام الكاذب وسخروه لمصلحتهم, ووجهوه لصنع غير الحقيقة, ومهما سعوا إلى تكميم كل فم يعارضهم؛ لأنهم لا يقبلون النقد ولا يقوون على المواجهة الحرة النزيهة, والخصومة النبلاء, وشرف الخصومة. والدلالة اللغوية لمادة المكر تؤكد ذلك والواقع المعيش يؤيده ويسنده, يقول علامة العصر  الشيخ الشعراوي رحمه الله: (المكر: مأخوذ من التفاف الأغصان بعضها على بعض التفافاً بحيث لا تستطيع إذا أمسكت ورقة من أعلى أن تقول هذه الورقة من هذا الفرع؛ لأن الأغصان والفروع ملفوفة ومتشابكة ومجدولة بعضها مع بعض. والماكر يصنع ذلك لأنه يريد أن يلف تبييته حتى لا يُكشف عنه، ومادام يفعل ذلك فاعلم من أول الأمر أنه ضعيف التكوين؛ لأنه لو لم يعلم ضعف تكوينه لما مكر لأن القوي لا يمكر أبداً، بل يواجه، ولذلك يقول الشاعر: وضعيفة فإذا أصابت فرصة     قتلت كذلك قدرة الضعفاء والضعيف عندما يملك فهو يحدث لنفسه بأن هذه الفرصة لن تتكرر، فيجهز على خصمه خوفاً من ألا تأتي له فرصة أخرى، لكن القوي حين يأتي لخصمه فيمسكه ثم يحدث نفسه بأن يتركه، وعندما يرتكب هذا الخصم حماقة جديدة فيعاقبه. إذن فلا يمكر إلا الضعيف. والحق سبحانه وتعالى في هذه المسألة يتكلم عن المجرمين من أكابر الناس، أي الذين يتحكمون في مصائر الناس، ويفسدون فيها ولا يقدر أحد أن يقف في مواجهتهم.)( ) وفي ضعفه هذا طمأنة للمؤمنين الصابرين الصامدين , أن مكر هؤلاء إلى زوال مهما عظم واشتد, وأن الله (تعالى) يمكر لأوليائه مكرا يليق بجلاله, وشتان بين قدرة الخلق وقدرة الخالق, كما يظهر من الآية الكريمة أن مكر هؤلاء المجرمين عائد إليهم ومنقلب عليهم, بتلك الصورة الحاصرة, (وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون). والمتأمل للقرآن والواقع يدرك لماذا يمكر هؤلاء ولماذا يطرد ذلك في كل أمة من الأمم ومع كل  رسالة وإصلاح (إنها سنة جارية أن ينتدب في كل قرية - وهي المدينة الكبيرة والعاصمة - نفر من أكابر المجرمين فيها ، يقفون موقف العداء من دين الله . ذلك أن دين الله يبدأ من نقطة تجريد هؤلاء الأكابر من السلطان الذي يستطيلون به على الناس ، ومن الربوبية التي يتعبدون بها الناس ، ومن الحاكمية التي يستذلون بها الرقاب ، ويرد هذا كله إلى الله وحده . . رب الناس . . ملك الناس . . إله الناس . إنها سنة من أصل الفطرة . . أن يرسل الله رسله بالحق . . بهذا الحق الذي يجرد مدعي الألوهية من الألوهية والربوبية والحاكمية . فيجهر هؤلاء بالعداوة لدين الله ورسل الله . ثم يمكرون مكرهم في القرى ، ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً . ويتعاونون مع شياطين الجن في المعركة مع الحق والهدى ، وفي نشر الباطل وا