2023-05-08 18:40:11
- ثُمَّ الَّذِي فَعَلَهُ عُثْمَانُ (رضي الله عنه) حِينَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ، جَمَعَ الْقُرْآنَ فِيهِ، وَكَانُوا يَقْرَؤُونَهُ عَلَى حُرُوفٍ.
فَيَقُولُ قَوْمٌ: قِرَاءَتُنَا أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكُمْ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُكَفِّرُ بَعْضًا، وَلَوْلَا الَّذِي فَعَلَهُ عُثْمَانُ (رضي الله عنه) لِأَلْحَدِ الناِس فِي الْقُرْآنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
ثُمَّ الَّذِي فَعَلَهُ عَلِيٌّ (رضي الله عنه) حِينَ قَاتَلَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ الْقِتَالُ، قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مَا حَوَى الْعَسْكَرُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.
فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلَّا تُقَسَّمُ عَلَيْنَا أَبْنَاؤُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ؟
فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَا طَلَبُوهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: فَمَنْ يَأْخُذُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَهْمِهِ؟
إِنْكَارًا لِمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ، وَطَالَبُوهُ بِهِ.
ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ هَؤُلَاءِ اللَّوَاتِي قُتِلَ أَبْنَاؤُهُنْ وَرِجَالُهُنْ، أَتَلْزَمُوهُنَّ الْعِدَّةَ، فَيَرِثْنَ الرُّبُعَ، وَالثُّلُثَ، وَالسُّدُسَ؟
فَقَالُوا: نَعَمْ، لَوْ كُنَّ إِمَاءً، لَمَا كَانَ لَهُنَّ مِيرَاثٌ، وَلَا عَلَيْهِنَّ عِدَّةٌ، فَعَلِمُوا صَوَابَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، وَسَلِّمُوا لِأَمْرِهِ، وَرَضُوا بِحُكْمِهِ، وَلَوْلَا مَا فَعَلَهُ عَلِيٌّ (رضي الله عنه) مَا عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ تَكُونُ مُقَاتَلَةُ أَهْلِ الْقِبْلَةِ.
وَكَانَ يَقُولُ (رحمه الله): لَقَدْ مَضَى بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ، لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُهُمْ عَدَدَ الْحَصَى، لَخَشِيَ أَلَّا يُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَنْجُوَ؛ لِعِظَمِ الْأَمْرِ فِي نَفْسِهِ.
وَسُئِلَ عَنْ عَلِيٍّ (رضي الله عنه) عَنْهُ.
فَقَالَ: كَانَ -واللِه- سَهْمًا صَائِباً مِنْ مَرَامِي اللهِ تَعَالَى، وَكَانَ رَبَّانِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فِي ذِرْوَةِ فَضْلِهَا وَشَرَفِهَا، كَانَ ذَا قَرَابَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ؛ أَبَا الْحَسَنِ واْلُحَسْيِن (رضي الله عنهما ) ، وزَوْجُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، لَمْ يَكُنْ بِالسَّرُوقَةِ لِمَالِ اللهِ، وَلَا بِالْبَرُومَةِ فِي أَمْرِ اللهِ.
وَالْبَرَمُ الَّذِي لَا يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي الْمَيِسرِ وَالْجَمْعُ أَبْرَامٌ.
وَلا بِالْمَلُولَةِ: وَهِيَ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنَ الْمَلَلِ بِمَعْنَى السَّأَمِ.
وَلَا بِالْمَلُولَةِ فِي حَقِّ اللهِ، أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزَائِمَهُ، وَعَلِمَ مَا لَهُ فِيهِ وَمَا عَلَيْهِ (رضي الله عنه)
#آداب_الحسن_البصري_وزهده_ومواعظه ( 12)
رابط تحميل المقطع على التيليجرام
https://t.me/ahmed19871111/6552
2.3K views15:40