2023-07-20 06:57:04
النَّمِيمَةُ دَاءٌ خَبِيثٌ يَسْرِي عَلَى الْأَلْسُنِ، يَهْدِمُ الْأُسَرَ، وَيُفَرِّقُ الْأَحِبَّةَ، وَيَقْطَعُ الْأَرْحَامَ..!
#التفريغ
النَّمِيمَةُ مَا هِيَ؟
هِيَ نَقْلُ الْكَلَامِ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى وَجْهِ التَّحْرِيشِ وَالْإِفْسَادِ بَيْنَهُمْ
دَاءٌ خَبِيثٌ يَسْرِي عَلَى الْأَلْسُنِ، يَهْدِمُ الْأُسَرَ، وَيُفَرِّقُ الْأَحِبَّةَ، وَيَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَالْأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ عَلَى تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ، وَأَنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ (جل وعلا)؛ لِمَا فِيهَا مِنْ إِيقَاعِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
حَقِيقَةُ النَّمِيمَةِ إِفْشَاءُ السِّرِّ وَهَتْكُ السِّتْرِ عَمَّا يُكْرَهُ كَشْفُهُ
يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْكُتَ عَنْ كُلِّ مَا رَآهُ مِنْ أَحْوَالِ النَّاسِ إِلَّا مَا فِي حِكَايَتِهِ فَائِدَةٌ لِمُسْلِمٍ، أَوْ دَفْعٌ لِمَعْصِيَةٍ، أَمَّا أَنْ تَتَكَلَّمَ وَأَنْ تَنْقِلَ كُلَّ مَا رَأَيْتَ فَأَيْنَ السِّتْرُ فِي هَذَا؟
وَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ الْحَدِيثُ، ((يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ)).فَأَنْتَ تَتَبَّعُ عَوْرَةَ أَخِيكَ، فَإِلَى أَيِّ شَيْءٍ تَصِلُ؟
إِلَى الْعِلْمِ الْبَشَرِيِّ وَيَغِيبُ عَنْكَ الْكَثِيرُ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ رَبُّ الْأَرْبَابِ (سبحانه وتعالى ) عَالِمُ الْأَسْرَارِ هُوَ الَّذِي يَتَتَبَّعُ عَوْرَتَكَ فَأَيْنَ مِنْهُ تَخْتَفِي؟ وَأَيْنَ مِنْهُ تَخْتَبِئُ؟ وَكَيْفَ مِنْهُ تَسْتَتِرُ، وَهُوَ (سبحانه وتعالى ) السَّمِيعُ الْبَصِيرُ؟
((وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ)).
فَحَقِيقَةُ النَّمِيمَةِ إِفْشَاءُ السِّرِّ وَهَتْكُ السِّتْرِ، هَتْكُ السِّتْرِ عَمَّا يُكْرَهُ كَشْفُهُ، فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَسْكُتَ عَنْ كُلِّ مَا رَآهُ مِنْ أَحْوَالِ النَّاسِ إِلَّا مَا فِي حِكَايَتِهِ فَائِدَةٌ لِمُسْلِمٍ، أَوْ دَفْعٌ لِمَعْصِيَةٍ.
قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ): ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ)) أَيْ نَمَّامٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ (صلى الله عليه وسلم ): ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضَهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ)).
الْعَضَهُ يَعْنِي الْبَهْتَ، الْبُهْتَانُ ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضَهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَالْقَالَةُ: كَثْرَةُ الْقَوْلِ وَإِيقَاعُ الْخُصُومَةِ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا يَحْكِي الْبَعْضُ عَنِ الْبَعْضِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: ((الَّذِي يَعْلَمُهُ اللهُ (عزوجل) مِنْ أَحْوَالِ الْخَلْقِ هُوَ الَّذِي يُحَاسِبُ عَلَيْهِ، وَاللهُ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، وَالَّذِي يَعْمَلُهُ النَّمَّامُ فِي سَاعَةٍ لَا يَعْمَلُهُ السَّاحِرُ فِي شَهْرٍ)).
النَّمَّامُ أَخْطَرُ مِنَ السَّاحِرِ، الَّذِي يَعْمَلُهُ النَّمَّامُ فِي سَاعَةٍ يَعْجَزُ عَنْهُ السَّاحِرُ فِي شَهْرٍ.
ذَمَّ اللهُ (تبارك وتعالى ) مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {هماز مشاء بنميم}، وَتَوَعَّدَهُ بِالْعَذَابِ فِي قَوْلِهِ: {ويل لكل همزة لمزة}، وَهُوَ الْمُغْتَابُ الْعَيَّابُ النَّمَّامُ.
((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَشِرَارُكُمُ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ)) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
وَفِي رِوَايَةٍ: ((الْعَيْبَ)).
#أخلاق_وفضائل ( 41 )
رابط تحميل المقطع على التيليجرام
https://t.me/ahmed19871111/6829
3.0K viewsedited 03:57