2023-06-06 05:26:49
لَا تَتَكَلَّم فِيمَا لَا يَعنِيكَ..!!
#التفريغ
وَحَدُّ الْكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَوْ سَكَتَّ عَنْهُ لَنْ تَأْثَمَ وَلَنْ تَسْتَضِرَّ بِهِ فِي حَالٍ وَلَا مَآلٍ، مِثَالُهُ: أَنْ تَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ فَتَذْكُرَ لَهُمْ أَسْفَارَكَ وَمَا رَأَيْتَ فِيهَا مِنْ جِبَالٍ وَأَنْهَارٍ، وَمَا وَقَعَ لَكَ مِنَ الْوَقَائِعِ، وَمَا اسْتَحْسَنْتَهُ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَلَابِسِ، فَأَنْتَ إِذَا بَالَغْتَ فِي الْجِهَادِ حَتَّى لَا يَمْتَزِجَ بِحِكَايَتِكَ زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ، وَلَا تَزْكِيَةُ نَفْسٍ فَأَنْتَ مَعَ ذَلِكَ مُضَيِّعٌ لِزَمَانِكَ، وَأَنَّى تَسْلَمُ مِنَ الْآفَاتِ؟
وَمِنْ جُمْلَتِهَا أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَكَ عَمَّا لَا يَعْنِيكَ، فَأَنْتَ بِالسُّؤَالِ مُضَيِّعٌ وَقْتَكَ، وَقَدْ أَلْجَأْتَ صَاحِبَكَ بِالْجَوَابِ إِلَى التَّضْيِيعِ، هَذَا إِذَا كَانَ الشَّيْءُ مِمَّا يَتَطَرَّقُ إِلَى السُّؤَالِ عَنْهُ آفَةٌ، وَأَكْثَرُ الْأَسْئِلَةِ فِيهَا آفَاتٌ، فَإِنَّكَ تَسْأَلُ غَيْرَكَ عَنْ عِبَادَتِهِ مَثَلًا فَتَقُولُ لَهُ هَلْ أَنْتَ صَائِمٌ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ؟ فَإِذَا كَانَ نَعَمْ كَانَ مُظْهِرًا نَعَمْ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ الرِّيَاءُ، وَإِنْ لَمْ يَدْخُلْ سَقَطَتْ عِبَادَتُهُ مِنْ دِيوَانِ السِّرِّ، وَعِبَادَةُ السِّرِّ تَفْضُلُ عِبَادَةَ الْجَهْرِ بِدَرَجَاتٍ، وَإِنْ قَالَ لَا كَانَ كَاذِبًا، وَإِنْ سَكَتَ كَانَ مُسْتَحْقِرًا لَكَ وَتَأَذَّيْتَ بِهِ، وَإِنِ احْتَالَ لِمُدَافَعَةِ الْجَوَابِ افْتَقَرَ إِلَى جَهْدٍ وَتَعَبٍ فِيهِ، فَقَدْ عَرَّضْتَ بِالسُّؤَالِ إِمَّا لِلرِّيَاءِ، وَإِمَّا لِلْكَذِبِ، وَإِمَّا لِلِاسْتِحْقَارِ، أَوْ لِلتَّعَبِ فِي حِيلَةِ الدَّفْعِ، وَكَذَلِكَ سُؤَالُكَ عَنْ سَائِرِ عِبَادَاتِهِ.
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ((سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما ) يَقُولُ: خَمْسٌ لَهُنَّ أَحْسَنُ مِنَ الدُّهُمِ الْمُوقَفَةِ –يَعْنِي مِنَ الْأَفْرَاسِ الَّتِي تَقِفُ لِأَصْحَابِهَا إِمَّا لِلْجِهَادِ وَإِمَّا لِلزِّينَةِ وَإِمَّا لِلْبَيْعِ وَالتِّجَارَةِ-: لَا تَتَكَلَّمْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، حَتَّى تَجِدَ لَهُ مَوْضِعًا، فَإِنَّهُ رُبَّ مُتَكَلِّمٍ فِي أَمْرٍ يَعْنِيهِ قَدْ وَضَعَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ فَيَعْلَى، وَلَا تُمَارِ حَلِيمًا وَلَا سَفِيهًا، فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ، وَإِنَّ السَّفِيهَ يُؤْذِيكَ، وَاذْكُرْ أَخَاكَ إِذَا تَغَيَّبَ عَنْكَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَكَ بِهِ، وَاعْفُهُ عَمَّا تُحِبُّ أَنْ يُعْفِيَكَ مِنْهُ، وَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ يَرَى أَنَّهُ يُجَازَى بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ)).
قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: ((أَمْرٌ أَنَا أَطْلُبُهُ مُنْذُ عَشْرِ سِنِينَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَلَسْتُ بِتَارِكٍ طَلَبَهُ.
قَالُوا: مَا هُوَ يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ؟
قَالَ: الصَّمْتُ عَمَّا لَا يَعْنِينِي –وَفِي لَفْظٍ لَهُ: أَنْ أَقُولَ مَا لَا يَعْنِينِي-)).
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: ((كَفَى عَيْبًا أَنْ يُبْصِرَ الْعَبْدُ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْمَى عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ)).
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: ((دَخَلَ عَلَى ابْنِ أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ مِنْ شَيْءٍ هُوَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: لَمْ أَتَكَلَّمْ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا)).
#أخلاق_وفضائل ( 28)
رابط تحميل المقطع على التيليجرام
https://t.me/ahmed19871111/6659
946 views02:26