2023-05-14 06:38:31
- كَانَ الْحَسَنُ (رحمه الله ) يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللهِ مَا أَعَزَّ هَذَا الدِّرْهَمَ أَحَدٌ إِلَّا أَذَلَّهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
لَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ إِبْلِيسَ، لَمَّا ضُرِبَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ، أَعَزَّهُمَا، وَجَعَلَهُمَا عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: مَنْ أَحَبَّكُمَا، فَهُوَ عَبْدِي حَقًّا، أُصَرِّفُهُ كَيْفَ أَشَاءُ.
وَقَالَ: إِذَا أَحَبَّ بَنُو آدَمَ الدُّنْيَا، فَمَا أُبَالِي أَلَّا يَعْبُدُوا صَنَمًا، وَلَا يَتَّخِذُوا إِلَهًا غَيْرَ اللهِ رَبًّا، حُبُّهُمُ الدُّنْيَا يُورِثُهُمْ الْمَهَالِكَ.
- وَكَانَ يَقُولُ: رَأَيْنَا مَنْ أُعْطِيَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَمَا رَأَيْنَا مَنْ أُعْطِيَ الْآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا..
- وَكَانَ يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ لَا يَصْفُو لَهُ فِي الدُّنْيَا عَيْشٌ.
- وَكَانَ يَقُولُ: لَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْمَسِيحِ (عليه السلام) قَالَ: الدُّنْيَا لِإِبْلِيسَ مَزْرَعَةٌ، وَالنَّاسُ لَهُ حَرَّاثُونَ.
- وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ، أَحَبَّهُ، وَآثَرَ مَا عِنْدَهُ، وَمَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا وَغُرُورَهَا، زَهِدَ فِيهَا.
- وَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ نَرَى اللهَ (عزوجل) فِي دَارِ الدُّنْيَا؟
فَقَالَ: لَا.
قِيلَ: فَهَلْ نَرَاهُ فِي دَارِ الْآخِرَةِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قِيلَ: وَمَا الْفَرْقُ بَيْنَ ذَلِكَ؟
فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ، وَفَانٍ كُلُّ مَا فِيهَا، وَإِنَّ الْآخِرَةَ بَاقِيَةٌ، وَبَاقٍ كُلُّ مَا فِيهَا، وَمُحَالٌ أَنْ يُرَى الْبَاقِيَ بِالْفَانِي، وَالْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ بِالْمُحْدَثِ .
فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، خَلَقَ اللهُ (عزوجل ) لِعِبَادِهِ أَبْصَارًا بَاقِيَةً، يَرَوْنَ بِهَا رَبَّهُمْ؛ تَفَضُّلًا عَلَيْهِمْ، وَإِكْرَامًا لَهُمْ.
- وَكَانَ يَقُولُ: رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ رَاقِدٌ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِالشَّرِيطِ.
وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ أَثَّرَ الْحَبْلَ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ): ((مَا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟)).
فَقَالَ: ذَكَرْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَمَا هُمَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ وَالنِّعَمِ؛ وَرَأَيْتُكَ وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَصَفِيُّهُ، وَمُصْطَفَاهُ، وَحَبِيبُهُ، تَنَامُ عَلَى سَرِيرٍٍ مَرْمُولٍ بِالشَّرِيطِ.
فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): ((أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ يَكُونَ لَهُمَا الدُّنْيَا، وَلَنَا الْآخِرَةُ؟)).
فَقَالَ: رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللهِ.
قَالَ (صلى الله عليه وسلم): ((فَاعْلَمْ يَا عُمَرُ أَنَّ الْأَمْرَ كَذَلِكَ)).
وَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): ((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ سَافَرَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَرُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ ذَاتُ ظِلٍّ ظَلِيلٍ، فَقَالَ تَحْتَهَا –أَيْ أَمْضَى الْقَيْلَوُلةَ- فَقَالَ تَحْتَهَا ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا)) وَفِي [الصَّحِيحَيْنِ] بِمِثْلِ هَذَا.
#آداب_الحسن_البصري_وزهده_ومواعظه ( 14 )
رابط تحميل المقطع على التيليجرام
https://t.me/ahmed19871111/6573
3.0K views03:38