2022-04-19 06:49:38
يوم من الأيام كان موسم حج
فقال عبد المطلب له :_ يا بني اذهب لتسوق الأبل
طبعا كما قلنا الموسم حج .. يعني كل مكة كانت في زحام كبير
ذهب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وتأخر
انتظره عبد المطلب .. وطال انتظاره
يريد ان يبحث عنه .. ولكن البحث عن طفل صغير بين هذا الزحام أمر صعب
فخاف عبد المطلب على حفيده محمدا ... كان شديد المحبة له بشكل كبير جدا
فما كان من عبد المطلب إلا أن زرفت دموعه واخذ يطوف حول الكعبة يدعو الله ويقول
{{ ربّي ردّ إلـيّ محمّدا ... ربّ واصطنع عندي يدا }}
فلما راى الناس حال عبد المطلب وقد تغير وجهه وذرفت دموعه من شدة خوفه على حفيده
تركوا مناسك الحج .. وكلهم ذهبوا يبحثون عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
حتى وجدوه وجاءوا به .. يسوق الأبل
فلما رأى عبد المطلب طلعته البهية النوارنية صلوات ربي وسلامه عليه
اسرع إليه واحتضنه بشدة وهو يقول :_
والله لقد جزعت عليك يا بني .. جزعا لم اجزعه على شيء من قبل
والله لن ابعثك لأي حاجة بعد الآن ابداً
والله لا لن ادعك تفارقني بعد هذا ابدا
تعلق عبد المطلب برسول الله صلى الله عليه وسلم كان كبيرا جدا
كان يعلم أن حفيده ليس طفلا كباقي الاطفال
وكان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يحب جده حباً كبيرا .. وتعلق به تعلقا شديدا
استطاع عبد المطلب ان يعوض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بعض حنان أمه السيدة آمنة
استطاع أن يعوضه عن ذلك الحضن الدافئ الذي انقطع عنه بعد وفاة امه
جزيت خيرا كثيرا يا جد نبيا وحبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
والله ونحن نحبك كما احبك نبينا صلى الله عليه وسلم
_______
ك
ان يوضع {
{ لعبد ال
مطلب }} فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أهل بيته ولا أحد من أشراف قريش إجلالا له
فكان بنوه وسادات قريش يحدقون به
فيأتي النبي وهو غلام عمره ستة سنوات يريد أن يجلس بجوار جده، فينهره أعمامه
فيقول لهم عبد المطلب:_ دعوا ابني ويمسح بيده على ظهره ويقول:_ إن لإبني هذا لشأن فإنه يحس من نفسه بشيء
______
يوم من الأيام جالس سيد قر
يش {{ عبد
المطلب }
} في مجلس
ه زاره رجل نصراني من اسقف نجران
[[ اي من اليمن وتحدثنا عن نجران وقصة اصحاب الاخدود وكيف انتشرت النصرانية في نجران ]]
كان جالس مع عبد المطلب اسقف نجران [[ يعني كبير النصارى كلهم ]]
جرى بينهما حديث .. وابناء عبد المطلب واقفين جميعهم حول ابيهم
فقال الاسقف لعبد المطلب :_ يا سيد قريش ، إننا نجد في كتبنا
صفة نبي آخر الزمان
وهو من ولد اسماعيل .. وهذه البلد [[ اي مكة ]] مولده
ومن صفاته كذا و كذا وكذا
الاسقف يتكلم .. وإذا بالطلعة المحمدية صلوات ربي وسلامه عليه تطل عليهم
دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم عمره {{ ٦ }} سنوات
فسكت الاسقف .. ونظر الى النبي صلى الله عليه وسلم مندهشا
ثم قام ونظر في عينيه ثم ظهره ثم قدمه
ثم صاح :_ يا عبد المطلب إنه هو .. هو
قال عبد المطلب :_ ما الامر .. ما هو ؟ !!
قال الاسقف :_ هو ..النبي الذي حدثتك عنه .. مايكون هذا الغلام منك يا سيد قريش ؟؟
قال عبدالمطلب:_ هذا ابني
قال الاسقف :_ لا يا سيد قريش لا ينبغي لهذا ان يكون ابوه حياً
قال عبد المطلب :_ هو ابني وقد مات ابوه
فقال الاسقف :_ وهل تضاعف يتمه
قال عبد المطلب :_ نعم فقد ماتت أمه من وقت قريب
وكان الاسقف يعرف بالقافة
[[ اي يعرف بآثار الاقدام والعلامات ]]
قال :_ انظر يا عبدالمطلب الى قدم حفيدك .. والى آثار قدم جده ابراهيم في المقام فإني لم ارى قط ما أشبه بقدم ابراهيم من هذا الغلام
[[ مقام سيدنا ابراهيم عند الكعبة يوجد اثر قدمه .. عندما رفع قواعد الكعبة وقف عل ذلك الحجر فغاصت قدماه وجعلها الله آية للناس
ولكن من كثر تمسح الناس بالحجر والتبرك به .. مسح الأثر و في يومنا قاموا ببناء قفص ذهبي حوله ]]
فلما سمع عبد المطلب كلام الاسقف :_ نظر الى ابناءه وقال لبنيه :_
تحفظوا بابن أخيكم محمدا ، ألا تسمعون ما يقال فيه؟
_______
بقي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حضانة جده ولم ي
مضي عامان
حتى كان
حبيب الق
لوب صلى ا
لله عليه وسلم مع موعد جديد للحزن
فلقد مرض جده عبدالمطلب .. وهاهو حفيده الذي تعلق بجده تعلقا كبيرا .. جده الذي عوضه عن بعض حنانه أمه آمنة
جده الذي عوضه عن بعض احضان امه
يقف صلى الله عليه وسلم بجانب سرير جده في مرضه لا يغادره خوفا من فراقه ... حتى فاضت روح جده
تقول بركة :_ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عندما مات جده يقف لوحده خلف سريره في مكان بعيد عن الناس يبكي بكاءاً مراً
الجميع مشغولون بوفاة سيد قريش
ولم يلق احدا بال لهذا الطفل الصغير اليتيم
هو اكثر الموجودين تأثراً بموت جده
لم ينتبه لبكاءه أحد إلا بركة أم ايمن رضي الله عنها وارضاها
الذي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
{{ أم ايمن أمي بعد أمي }}
148 views03:49