Get Mystery Box with random crypto!

كيف تسلّل مفهوم (السوبر) للأمّهات في عصر التسارع التكنولوجي ب | السبيل

كيف تسلّل مفهوم (السوبر) للأمّهات

في عصر التسارع التكنولوجي باتت الأمّ كقصّة باخوم الذي أورده تولستوي في إحدى قصصه، باخوم الذي ربح كلّ شيء وخسر نفسه، باتت الأمّهات يحاولن الإحاطة بالمجد من جميع أطرافه بين عمل خارج المنزل وعمل داخله وتربية للأطفال وابتكار مستمرّ لكلّ جديد، ناهيك عن الصورة الاجتماعية المثالية التي تحرص أغلب الأمّهات على الحفاظ على إظهارها للآخرين.

في بادئ الأمر أنوه إلى أني لا أدعو لأمّ متصلّبة غير مرنة، وإنما أحاول تسليط الضوء على الرحلة نحو المثالية المرهقة.

فالمثالية مصطلح حارق للنفس ومحرق للغير، وهو مصطلح يسبّب عقدة دائمة من الشعور بالذنب في حال عدم الوصول للمراتب العليا التي يرسمها الشخص لنفسه، ويسبب قلقاً في حال الوصول للقمّة، وأرقًا دائمًا لإيجاد السبل للمحافظة عليها، وتُعرف هذه الظاهرة بـ (الاحتراق النفسي) الذي يتوزّع على ثلاث مراحل: أولها: الإجهاد الانفعالي ثم تبلّد المشاعر ثم نقص الشعور بالإنجاز الشخصي، لذلك يغدو مصطلح (النموذجيّة) هو المصطلح الأفضل، فهناك نماذج ناجحة كثيرة، من الأمهات ممن تراهنّ نموذجاً ناجحاً من ناحية ما، إلا أنهن يعانين من ناحية أخرى، فلا كمال مطلق.

إن السعي اللاهث خلف الإحاطة بكلّ النماذج سينتج أمّهات يعانين من الهشاشة الداخلية، وهذه الهشاشة مترتبة على محاولة الحصول على كلّ وسام شرف، والطامّة الكبرى تكمن في أنّ هذه الشخصية التي ستتولّد وراء السعي نحو كلّ شيء والظفر بلا شيء ستؤثّر في تربية الأولاد، فتجد أمّهات يعجبهنّ تفوق أولاد فلانة بالحساب الذهني فتراها تسرع لتعليم أولادها الحساب الذهني، وما إن يبدأ الطفل بالسعي نحو الهدف، حتى يصطدم بوالدته التي ترى هدفاً آخر لامعاً فتطالب أولادها بالعمل عليه، مما سيجعل من الطفل شخصية غير متوازنة لا تعرف ما تريد.

بكل تأكيد فإن هذه ليست دعوة للتخلّي عن السعي نحو الأفضل، فمن لا يتجدّد يتبدّد، ولكن يبقى تحديد الأولويات هو الفارق الأهمّ بين النجاح والفشل في التربية.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "السوبر ماما بين حمل القشّة والجبال!" بقلم عبير عروقي

https://bit.ly/2QJqABr