هؤلاء هُم أقرب إلى دينِ الإنسانويّة .. منهُ إلى الإسلام. يظنّونَ أنّ هذا العالَم المعقّد، والقذر في كثيرٍ من الأحيان.. يُمكِن أن يُحْكَم بالعاطفةِ ولغة الحُبّ فقط،، مُتناسين كُلّ هذا الشر المُنتشِر والذي يحتاجُ إلى توازُنٍ كَونيّ في العقاب والقصاص والقسوةِ.. بل وإلى لغة الحرب إذا استدعى الأمر.
لهذا.. تَعالى الإسلامُ على دين الإنسانيّة بأشواط. فسمَحَ بذبحِ الحيوان للأكل، بل وأقرّ بقطعِ يدِ السارق، وإعدام القاتل، وحرّمَ الحرام وأحلّ الحلال، وهو ما يُثير حفيظة أولئكَ "الناعمين" في كُلّ مرّة يجدون أنفسهم أمامَ اختبارٍ مِن هذا القبيل.
ولهذا أيضًا .. حُقّ على كُلّ مُسلمٍ أن يَعي عُمق ومعنى هذا التصريح العظيم: "رحمةً للعالَمين" !، حتّى لا يظُنّ أنّها مجرّد سقاية كلبٍ عَطِشٍ أو هرّةٍ لا نحبسها،، بل إنّها قد تكون في إنزال العذاب على الظالمين رحمةً بالخلائقِ أجمعين.