Get Mystery Box with random crypto!

ما قولك في غض البصر؟ إن العين لما كانت بوابة المؤثرات الخارجية | السبيل

ما قولك في غض البصر؟ إن العين لما كانت بوابة المؤثرات الخارجية ومبدأ المحركات الداخلية، فمنها تعرج المؤثرات للقلب فإما تأثير يحيي القلب ويرققه وإما تأثير يقسّي القلب ويميته، كان الأمر واضحا من الله تعالى لرسوله ﷺ وللمسلمين من بعده بتقصير البصر عن رؤية متاع الله سبحانه لغيرهم {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ} [طه: 131] قال الطنطاوي في تفسيره: “وبعد هذا الأمر بالتسبيح، جاء النهى عن الإعجاب بالدنيا وزينتها فقال – تعالى: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الحياة الدنيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ…}. أي: أكثر -أيها الرسول الكريم- من الاتجاه إلى ربك، ومن تسبيحه وتنزيهه ومن المداومة على الصلاة ولا تطل نظر عينيك بقصد الرغبة والميل {إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ}. أي: إلى ما متعنا به أصنافا من هؤلاء المشركين، بأن منحناهم الجاه والمال والولد. وما جعلناه لهم في هذه الدنيا بمثابة الزهرة التي سرعان ما تلمع ثم تذبل وتزول…

وقوله: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} بيان للحكمة من هذا التمتيع والعطاء أي متعنا هؤلاء الكافرين بالأموال والأولاد… لنعاملهم معاملة من يبتليهم ويختبرهم بهذا المتاع، فإذا آمنوا وشكروا زدناهم من خيرنا، وإذا استمروا في طغيانهم وجحودهم وكفرهم، أخذناهم أخذ عزيز مقتدر. فالجملة الكريمة تنفر العقلاء من التطلع إلى ما بين أيدي الكفار من متاع، لأن هذا المتاع سيء العاقبة، إذا لم يستعمل في طاعة الله تعالى…

والمتأمل في هذه الآية الكريمة يراها قد رسمت للمؤمن أفضل الطرق وأحكمها، لكي يحيا حياة فاضلة طيبة، حياة يعتز فيها صاحبها بالمعاني الشريفة الباقية، ويعرض عن المظاهر والزخارف الزائلة”.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "الإسلام إذ يحررنا من المؤثرات الدنيوية القاهرة!" بقلم عمار يسري
https://bit.ly/3k4Mk9E