Get Mystery Box with random crypto!

وقد شرح هذا التلازم بينهما أبو حامد الغزالي بعبارة بديعة، حيث | السبيل

وقد شرح هذا التلازم بينهما أبو حامد الغزالي بعبارة بديعة، حيث يقول: “اعلم: أن كل من يحب في الله، لا بدَّ أن يبغض في الله؛ فإنك إن أحببت إنسانًا لأنه مطيع لله، فإن عصاه؛ فلا بدَّ أن تبغضه؛ لأنه عاص لله، ومن أحبب بسبب، فبالضرورة يبغض لضده، وهذان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر.” [إحياء علوم الدين: 2/253].

وبيَّن النبي لأصحابه ميزان الله المختلف حتمًا عن الموازين عند الناس في تقييم الأفراد والمجتمعات، وذلك لمّا “مرَّ رجلٌ من أغنياء المسلمين على رسول اللَّه، فقال لأصحابه: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خَطبَ أن يُنكَح، وإن شَفعَ أن يُشفَّع، وإن قال أن يُستمَع، فسكت رسول الله، حتَّى مرَّ رجلٌ من فقراء المسلمين، فأعاد النبي على أصحابه السؤال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريٌّ إن خَطبَ أن لا يُنكحَ، وإن شَفعَ أن لا يُشفَّع، وإن قال أن لا يُسْتمَع، فقال رسول اللَّه: هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثل هذا.” [صحيح البخاري]

فكان معيار القياس الأول موازين الدُّنيا من الجاه والمال والسُّلطان، بينما الميزان عند الله فهو بقرب العبد إليه وبتقواه، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وإطلاقه ﷺ التفضيل على الغنيِّ المذكور لا يلزم منه تفضيل كلِّ فقير على كُلِّ غنيٍّ؛ فالمعيار في التفاضُلِ الدِّين والتقوى، وليس الغِنى والفَقرَ.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "الهدي النبوي في مقاومة تهديدات الهوية الإسلامية" بقلم هدى أبو هاشم
http://bit.ly/3IK8W9N