Get Mystery Box with random crypto!

مؤسف أن يكون آخر ما يتم استحضاره عند رفض الإساءة للناس؛ حق الم | السبيل

مؤسف أن يكون آخر ما يتم استحضاره عند رفض الإساءة للناس؛ حق المسلم على المسلم، وحُرمة المسلم، يحزنني أن يصير هذا العامل -كدافعٍ لإمساك اللسان وذبّ الغيبة عن المسلمين وصون أعراضهم وتحصين نفسياتهم وشعور عائلاتهم- هو الأخير في تأسيس انفعالاتنا وصياغة مواقفنا من تمادي الناس في إيذاء بعضهم البعض، إن المسألة ليست متعلقة باستحقاق الإنسان المسلم للنقد أو العتاب والزجر، وهل حقا فعلَ ما يُلام عليه أم لا، إن القضية متعلقة بتهيُّب إطلاق اللسان في ذم العبد واستباحة سمعته واسمِه واستحلال الخوض في خصوصياته واستسهال جلده بسياط (ما شاعَ) أنه فعله، أو (ما ثبَت)؛ لأنه مُسلِم له حقوق، كان يؤتى بصحابي يداوم على السُّكر فيُعرَض بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فيبالغُ الصحابة في معاتبته، إلى درجة لعنِه؛ فيقول صلى الله عليه وسلّم: "لا تلعنوه، إنه يُحِبُّ الله ورسوله"، لستم قضاة، وللأخ المسلم عليكم حق، وله حُرمة؛ حتى إن ثبت جُرمُه وجاء بما يُلام عليه كحال هذا الصحابي؛ لم تسقُط حرمته ولم يفقِد حقوقه، وكانت وظيفة الحُكم للقانون، وكان ذلك الحُكم لتقويمه لا لاغتياله معنويا وقهرهِ وتهشيمِه نفسيا وتضييعِ اعتباره بين الناس.

حسام الدين بن السنوسي