Get Mystery Box with random crypto!

إن ممّا لا شكّ فيه أنّ #زيادة_الوزن التي تشخّص بمؤشر كتلة جسد | السبيل

إن ممّا لا شكّ فيه أنّ #زيادة_الوزن التي تشخّص بمؤشر كتلة جسد (BMI) أكبر أو يساوي ٢٥، و #البدانة التي تشخص برقم (BMI) أكبر أو مساوٍ للـ٣٠ هي علاماتٌ طبية مرتبطة بالصحة العامة والتنبؤ بعدد من الأمراض المزمنة بما في ذلك السكّري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأنواعٍ من السرطان، وبناءً على ذلك فإن البدانة كانت وما تزال تصنف في الكتب العلمية والأبحاث على أنها سمةٌ مرضية تحتاج للعلاج والحل بوسائل متنوعة تركز على الفرد والمجتمع والبيئة المحيطة.

هذا من الناحية العلمية المجردة، لكن النظرة للأمر لم تعد بتلك البساطة مع انطلاق حركة إيجابية الجسد #body_positivity_movement التي بدأت في الستينات ولاقت رواجها في آخر بضع سنوات كردٍّ على نمطية الجمال والحاجة لتنوع معاييره وقبول الأجساد ذات الأحجام المختلفة، فالحركة غيرت التوجه العام للاهتمام بالوزن من خلال تأثيرها في وسائل التواصل وعبر الرموز الشعبية ووسائل الإعلام والإعلانات التي وجدت في الأمر موضة تركبها لتروج منتجاتها.

لقد كان مما نتج عنها كثيرٌ من النماذج التي بات يجب على المشاهد أن يجد الجمال فيها برغم بدانتها الظاهرة التي اعتاد ربط المرض بها، ففي أسبوع الموضة في نيويورك عام ٢٠١٩ رأى العالم ٦٨ عارضة من ذوات القياس الكبير (plus-size models)،[iii] ومن بينهن كانت العارضة والمؤثرة المشهورة Tess Holiday بفستان تغطيه كلمة sample size (أي قياس النموذج( سخريةً من أن القياسات الكبيرة لا تكون النموذج المعروض عادة في المحلات، وقد ظهرت نماذج مشابهة في هوليوود، في ممثلات مثل كريسي ميتز وكاتي نيكسون في مسلسلات This Is Us و American Housewife.

كتبت ليزي كيرنيك في عمود في صحيفة الغارديان عام ٢٠١٨ معلقةً على الموضوع: إن مؤثري السوشيال ميديا وعارضات القياس الكبير يطبعون المجتمع مع البدانة، فيجعلون الوزن الزائد عادياً، ويشعرون الجميع بالتالي بأنه من الطبيعي أن يكونوا بدينين، بعضهم أيضاً يحول الاهتمامات الطبيعية والمنطقية للمختصين الصحيين إلى جرائم كراهية![iv]

وبذلك صارت إيجابية الجسد موضة ملائمة تماماً لتوجه ما بعد الحداثة وللفكر الليبرالي في الغرب، فباتت المجلات التي تبحث عن زيادة المبيعات والمتابعات على وسائل التواصل تضع صوراً مقصودة لبدينين مع عبارات مثل “هذا صحّي” و”هذا جميل” و”أحب نفسك” وغيرها من الشعارات، أما المختصون فقد وجدوا أنفسهم مضطرين للتعبير عن رفض الحركة -ولو بتحفظ- عبر التذكير بالأساسيات العلمية التي كان الناس يعرفونها منذ عقود، يقول الطبيب سبنسر نادولسكي المتخصص بالبدانة وعلم الدهون: إن البدانة وحدها تضع المرء في خطر إصابة بالأمراض المزمنة أعلى من غيره بغض النظر عن المؤشرات الصحية الأخرى، ويقول المدرب الشخصي جيمس سميث معلقاً على نشر صور بدينين مع عبارات جذابة: “بغض النظر عن مشاعر الشخص البدين، فلا يفترض بنا وضع عبارة “هذا صحّي” مع صورته، لأن البدانة بكل حيادية ليست أمراً صحياً، ولذا فإن تجميلها ليس سلوكاً صحيحاً ولا موجة أوافق على ركوبها”[v]

من مقال: "خطورة غياب المعيارية .. تجميل البدانة مثالاً!" بقلم تسنيم راجح
https://bit.ly/2ZEfe6S
#من_الأرشيف