Get Mystery Box with random crypto!

لتضمنَ النجاةَ في جميع أحوالك.. في ضعفك قبل قوّتك، في خُذلانكَ | السبيل

لتضمنَ النجاةَ في جميع أحوالك..
في ضعفك قبل قوّتك، في خُذلانكَ قبل عَوضِك ولِتَثق بأنّ جميع مآلاتك لا خسارة فيها ولا حزن، علّق حياتك بسؤالٍ واحدٍ "كيف أرضي الله؟"

في أيّ هدف تحاول الوصول إليه اجعل همَّكَ إرضاء الله

بكلِّ الوسائل والسُّبل المُتاحةِ لديك تقرّب لخالقك واجعل من ذاك الهدف -أيّا كان صنفه ونوعه- وسيلةً لا غاية، فغايتكَ المتعلّقة بالسؤال أولى وأعظم.

وقُم بذلك وأنت واثقٌ بأنّك لن تعود خالي الوفاض مهما كانت النتيجة، فإن لم تحصل على نتاجٍ دنيويٍّ يُقابل ويعادل ما قدّمتَ من جُهد فأنت قد كسبتَ ما هو أثمن وأبهظُ قيمةً من ذلك.
وفي سيركَ هذا لا تعطِ بالاً لرأي البشر فهو لا يُهم طالما أنك اتخذتَ من سؤالك ذاك حكماً تعود إليه ليُنصفك في أمورك كُلها صَغُرَت أو كَبُرَت ويدُلُّك دائماً على خيرِ الطُّرق وأكثرها أمناً.

ولا تجعل لمرضاةِ الناس أيَّ مكانٍ ضمن تفكيرك، بل لا تجعل لها وقتاً أصلاً، وانشغل بمن رضاه خيرٌ وأبقى.

وهذه نتيجة ثريّة عندما تُفهم بشكلٍ صحيح فإنها تؤمّن عيشةً هنيّةً طيّبةً لا يحكُمها أيُّ ارتباطٍ بأيِّ شيء مادّي زائل.

وشتّان بين مَن يسعى في دنياه ليظفرَ بآخرته وبين من ينظر في الدنيا فيرى في متاعها وفي ثناءات البشر النجاح الوحيد.

وشتّان أيضاً بين الشخص الذي وفّق لفهم تلك النظريّةِ أو الفكرة فتراه يطلبُ من ربّه الستر عن المعاصي لأنه يخشى نظرة خالقه تجاهه ويخشى غضبه ويخشى أيضاً نظرته تجاه نفسه التي يعمل على تقويمها وفق ما يُحبّ الله وما يكره.

(وهذا والله هو السبيل الأوحدُ الذي يُعين الإنسان حقّ الإعانة في مجاهدة نفسه واجتناب المُحرّمات كُلّها لأنه يُعزز بشكل سليمٍ مراقبته لأفعاله ولأفكاره حتى، ويحييه حياةً كريمةً طيّبة لا يُقيّدها رأي هذا ولا ذاك.)

وبينَ الآخرِ الذي يطلبُ -عادةً- الستر في المعاصي فما يخشاه أولاً عند ارتكابه ذنباً ما هو نظرة الناس حوله وردود أفعالهم وكلامهم عليه وهذا بالطبع لا يعني دائماً أن خشية الله غائبة تماماً لديه، لكن المُهم في مواضع كتِلك هو الترتيب الصحيح الذي يجبُ على الإنسان استحضارهُ خلال سلكهِ أيّ طريقٍ في حياته.

فمَن كان يرغبُ بما يُعينه على الثبات الأزلي والوصول المضمون جعل مراقبة الله ومرضاته المحور في تصرّفاته وقراراته

ومَن أراد ثباتاً يزول بزوال بشرٍ أو حالٍ يجعل همه الأكبر متعلِّق بما هو فان.
وهذا الأخير لن يجلب لصاحبه سوى الذل والهوان والشقاء.

فاطِمة كنجو