Get Mystery Box with random crypto!

من أعظم وأبلَغ ما خوطبَ وعُوتِب به بنو إسرائيل، قوله تعالى: 'و | السبيل

من أعظم وأبلَغ ما خوطبَ وعُوتِب به بنو إسرائيل، قوله تعالى:
"وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُون"
وأنتُم تنظرون..

من أَدركَ الآيات والهزّات العظيمة وأُخِّرَ ومَدّ الله عمره ثم لم يتعظ ولم يستقِم، كان ذلك التأجيل حجةً عليه ونقمَة وإن كان البقاء بعدها والنجاءُ منها نعمةً في ظاهره؛ فقد رأى بعينه، وليس من رأى كمَن سَمِع، ومن أدركَ فاتعظ واستقام واستدرك واستعتَب كان ذلك التأجيل حجة له ودليلا على حياة قلبه ووجود انصياعه واستجابتِه؛ فكان الابتلاء العظيم نعمة عليه وإن كان في ظاهره نقمة؛ فاستجِب واستَعتِب.

واعلَم أن الاعتبار لا يحصل بكثرة الجدل، وأن الاستجابة تعجيل التوبَة، وأن ساعةَ خشوع القلب للآيات وإشفاقها منها كساعة الاستجابة للدعاء يوم الجُمعة، لا يليق بالعبد أن يُحرَمَها وينشغل عنها بما يمكن تحصيله في غيرها من الأوقات؛ فهذه ليست بساعةِ جدال وكثرة قيل وقال، هي رسائل وفرصةُ تأديبٍ وترتيبٍ للنفس لمن انشغلَ بالإخبات والإنصات لما تَقُولُه، لا بالالتفات لِما يُقال أو الانكباب على ترتيب ما سيقولُه.

أما هُم فعَبَدوا بعدها العِجل.
أما نحن فنرجو أن نكون ممن عجِلَ إلى ربه ليرضى.

حسام الدين بن السنوسي