Get Mystery Box with random crypto!

إذَن، ما دامَ هُناك رَبٌّ رحمن رحيم، فكيفَ يَسمح بكلّ هذا الشر | السبيل

إذَن، ما دامَ هُناك رَبٌّ رحمن رحيم، فكيفَ يَسمح بكلّ هذا الشرّ على وجهِ الأرض؟ لماذا يُقتَل الأبرياء ويموتُ الأطفال وتنتشرُ الأوبئة وتهتزّ الأرض بالزلازل والكوارث ما دام اللهُ قادرًا على أن يجعلَ هذه الدنيا لا تعيشُ إلّا في وئام وسلام وخَير دونَ مثقال ذرّةٍ مِن شر؟

والإجابةُ عن هذا السؤال أو عن "مُعضلةِ الشرّ" هذه.. طويلةٌ تنقسم إلى جوانب وعناصر كثيرة. لكنّنا سنُحاول الإختصار وذِكرِ الأهمّ منها:

︎أوّلًا، فإنّ مفهوم "الخَير" لم يكُن لولا أنّ عايَشَ الإنسان "الشَرّ". لولا هذا الشرّ.. ما فهمَ البشر معنى الحرّية. حرّيتهم في اختيار الصالح من الطالح، والصواب من الخطأ، وما فهموا معنى الإرادة،، إرادتهم في السعي والمُكابدة، وقُدرتهم على عملِ الخير والتعاون والتعاطُف - لإنقاذ المكروب، وإطعام القطّة، والاعتناء بالعجَزةِ، وإنفاق الصدَقة، وزيارة المريض،، فكلّها ما كانت لتحدُث لو كُنّا في فردوسٍ دون شَرّ، ولولا وجود النقيض والتضادّ المتمثّل في الشرّ وأنواعه.

︎ثانيًا، تخيّل أنّ هذه الدُنيا دار خَيرٍ فقط، فكيف سيكون شكل الحياة إذَن؟ راكدة لا شيء فيها. تُصبحُ على صوتِ العصفور وتنامُ على ضوء القمر وحولكَ صارت الأسودُ والوحوش أليفة، لا شتاء فيها بالعواصف والأعاصير ولا صيف فيها بالجفاف والحرائق،،، فأيّ معنى للسعادةِ إذن؟ أين مُتعة "النجاة" من الخطر، ومُتعة تجنّب الألم بل وفهمِ معنى الألم، وأينَ لذّة الفرح بعد الحُزن، وأينَ نشوة الضحك بعد البُكاء؟

︎ثالثًا، النُقصان طريق العبوديّة لله ومحلّ امتحان!. فبدون الشرّ.. لا تمايُز بين البشر. لن نُكافِئ المُحسِن ولن نُعاقِب المسيء. لن يشعر الإنسان بالحاجةِ ولن يلجأ إلى الخالق الذي أوجده. فوضع اللهُ الشرّ ليبتليَ به البعض، ويصطبر عليه البعض، ويُعاقب به البعض، ويُؤخّر به البعض، فتأخذ كلمة "العدل" معناها الأصيل- إن لم يكُن في الدنيا وهي دار الابتلاء.. فبالآخرة دار الجَزاء.

ولهذا، فإنّ الله ليس رحيمًا فقط، بل هو حكيمٌ قادِرٌ عَدل!، جعلَ من أسمائهِ.. المُقسِط والضارّ والنافع، والمعزّ المُذِل، والخافض الرافع، لِتتحقّق غاية وجود البشر بالعبوديّة.. فمنهم مَن يُسَلّم ويؤمن، ومنهم من يعاند ويكفر،، فالحمدُ لله على قضاء الله..خيرهِ وشرّه.

Marwan Bayadsi