Get Mystery Box with random crypto!

مع كل مرة تحدث فيها إحدى الوقائع الطبيعية الكارثية المفاجئة، ت | السبيل

مع كل مرة تحدث فيها إحدى الوقائع الطبيعية الكارثية المفاجئة، تكثر وتختلف تعبيرات الناس عنها وتأويلاتهم لها.

هناك الكتابات السخيفة الغبية التي تحاول أن تثبت أن من مات كان يستحق الموت عقابًا له من السماء، وهناك الكتابات المتكلفة المتعالمة التي تتحدث عن قرب الساعة لأن هذا كثير وغير معتاد.

يتفق هذا وذاك في محاولة الإجابة عن سؤال واحد: لماذا؟ لماذا يحدث للإنسان ذلك؟
ولكنه سؤال خاطئ! ربما الأوقع أن نسأل: لماذا لا يحدث للإنسان ذلك؟!

هل تبدو لك الزلازل المخيفة التي تحدث بسبب انزلاق صفائح قشرية ضخمة على سطح لافا متحركة أمرًا غريبًا أم أن الأغرب أن تستقر هذه الصفائح في أغلب الأمر؟! هل يبدو لك اصطدام النيازك بالأرض كارثة مرعبة أم أن الغريب أن ننجو من أن يطيش بنا هذا الجسيم أو ذاك؟ هل تخاف من التغير المناخي؟ لديك حق، ولكن ماذا عن الانضباط المناخي للأرض في بادئ الأمر؟

لا يمكن أبدًا الحجر عن سؤال لماذا، لا أراه حجرًا صحيًا، كل لماذا حميدة إذا كان جوابها صحيحًا، والقرآن دعوة مطولة صريحة إلى استمرار سؤال لماذا من أول ما فتحت عينيك فسألت لماذا أنا هنا وحتى تموت فتسأل لماذا يجب أن أموت.

وفيما يخص لماذا هذه تحديدًا، فالله يفعل ما يشاء، وهو قادر وقدير ومقتدر، يقدّر الأمر، وليس من بعده أمر، ولا يفعل إلا بحكمة، ولا يقضي إلا بعدل، ولا يقدر إلا بخير، ولا يحكم إلا بقسط، وهو رحيم، وهو رحمن، وهو راحم، وهو ذو الرحمة الواسعة، وهو لطيف بعباده، خلقهم في دنيا قد تقسو بهم وتعصف لتخرج منهم أفضل ما فيهم، ويظهر علمه بجمال ما في نفوسهم، ثم ينسيهم بعد ذلك بغمسة في نعيم الجنة ما لاقوه فيها. فسبجانك ربنا أنت القوي العزيز.

مهاب السعيد