Get Mystery Box with random crypto!

هل يمكننا حصر الاحتفال بالحب في يوم ما بعينه، وهل يمكننا حصر ا | السبيل

هل يمكننا حصر الاحتفال بالحب في يوم ما بعينه، وهل يمكننا حصر الاحتفال به عن طريق ارتداء نوع معين من الألوان، أو إهداء نوع معين من الهدايا؟ أليس هذا تقزيمًا للحب؟

أليس الحب أعمق وأهم من أن يختزل في يوم واحد، أو في لون واحد، أو في نمط واحد من الهدايا، وأساليب التعبير النمطية التي –للغرابة- لا أعرف كيف لا يشعر الناس بالملل منها؟.

إن الحب شيءٌ سامٍ، لا يخالط عملا إلا خرج كأجمل ما يكون، ولا ألمًا إلا هان كأنه لم يكُن، فالحب أساس من أسس الوجود، فإن اختفى من الأرض فذاك مؤشِّر خطيرٌ إلى أنها في أيامها الأخيرة، فالساعة ستقوم على شرار الخلق الذين لا يملكون في قلوبهم ذرَّة من إيمان أو خير أو حب.

إن الله -سبحانه وتعالى- عندما أراد إدخال الأنس على قلب سيدنا آدم في الجنة رزقه بأمنا حواء لتؤنسه في الجنة رغم ما فيها من نعيم، وعندما أراد -جل شأنه- عمارة الأرض أسكن السيدة حواء في قلب سيدنا آدم، وألّف بينهما بالمودة والرحمة، فكان ذلك دستور اقتران الرجل بالمرأة أبد الدهر، فواجها سويًّا مشاق الأرض ومشاكلها، فكان الحب من معينات الله لهما في هذه الحياة، وسببا في إعمار الأرض، أحد أهم أعمدة ازدهار الحضارات، ومقياس تقدم الأمم أو تخلُّفها.

فالنظام الأسري الذي هو من أهم أسباب تماسك الحضارات أو تخلفها لا نجاح له بغير المودّة الصافية والحبّ الناضج بين الزوج وزوجته، وحبهم لأبنائهم الذين يبادلونهم حبا بحب لا يموت بموتهم بل يُورَّث كابرا عن كابر، ذلك الحب الذي يكون نواة الأسرة التي تعتمد عليها أي حضارة تريد لنفسها الاستمرار والازدهار في مواجهة الحياة.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "عن تقزيم الاحتفال بالحب!" بقلم علي خيري
http://bit.ly/3xmmJMW