Get Mystery Box with random crypto!

في عام 92 هـ وبعد ثلاث أعوام فتح المسلمون الجزيرة الايبيرية شر | السبيل

في عام 92 هـ وبعد ثلاث أعوام فتح المسلمون الجزيرة الايبيرية شرقا وغربا شمالا وجنوبا، على يد القائد الأمازيغي المسلم طارق بن زياد، والقائد العربي المسلم يوسف بن تاشفين، كان هذا الفتح بداية قصة جميلة سوف تكتب فيما بعد بماء من ذهب، قصة يكتب عليها العربي والغربي قصة حزن وفرح قصة أسميتها الأندلس من المهد إلى اللحد، ولم تكن لتكتب هذه القصة لولا بقعة جغرافية صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة في الخرائط البقعة التي تركها طارق ومن جاء بعده في يد أعدائهم، فقد ذكرت المصادر التاريخية أن هذه الفرقة التي تمت تسميتها باسم قائدها بلاي پلاجيوس والذي سميت البقعة الجغرافية التي تحصن فيها هو وجنوده باسمه فيما بعد. تذكر المصادر أن عدد الفرقة العسكرية التي تحصنت بذلك المكان كان عددهم حوالي 30 شخصا، منهم عشرة فرسان والباقي نساء وأطفال.

لم يتركهم طارق بن زياد في بادئ الأمر من غير أن يلحق بهم، فقد أرسل إليهم قائد من جنوده في سرية ليستأصل شأفتهم، فما كان من هذه الفرقة التي تعد بأصابع اليد سوى الاختباء والتحصن في مغارة تسمى “كوفادونجا“ حاصرهم المسلمون لشهور لكن شدة البرد القارسة في تلك الأراضي الباردة جعلتهم يفكون حصارهم عن هذه العصبة، وفي كل سقوط للمسلمين سبب ولعل السبب الأول في سقوطهم هذه المرة قولة شهيرة قلها قائد المسلمين حينما أراد فك الحصار: (ثلاثون عِلْجًا ما عسى أن يجيء منهم).

غادر وجنده مستهزئًا بهم ومن قلتهم، فرحًا بعودته إلى أهله وهو لا يدري عظم الخطأ العسكري الذي فعله، وكأن الله أغشى بصره عن الآية الكريمة التي يقول فيها الحق سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [ البقرة:249].

كانت هذه العصبة الصغيرة التي تركها المسلمون وخلف هذا الخطأ العسكري الذي ارتكبه قائد الجند سببا في سقوط الجسد بعد أن كان صحيحا سالما من كل داء.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "فلسطين .. حتى لا تكون أندلسًا أخرى" بقلم محسن ديدوش
https://bit.ly/3LCh0t8