فيبكي لحزنها ويضحك لفرحها، ويمرض لألمها، وكلها ردود فعل مادية نتجت عن تحركات نفسية غير ملموسة ولا يمكن قياسها في ظل النظرة المادية، ماذا يعني الغضب؟ لماذا يختلف الناس فيه؟ بل ترى في أعتى الملاحدة الذين يروجون لهذه الأفكار النزعات البشرية وطوارئ النفس البشرية، ثم ينكرون ما يفعلون، ويقعون في انقلاب إقراري متتالي مرة بعد مرة، فلا يمكن لملحد الاستمرار في الحياة إذا نظر إليها من منظوره وتعامل على هذا الأساس، ولكنهم جميعًا اتخذوا هواهم إله، وجميعهم جحدوا بآيات الله مع أن أنفسهم استيقنتها، ولكن فعلوا ذلك ظلمًا وعلوا!
ولو نظرت لحبات الفشار فرأيتهم جميعًا متشابهين قبل وضعهم على النار، فقلت حتما سيخرجون متشابهين ويمكن قياس التشابه، لظلمت النشاء الذي يكمن بداخلهم.
فماذا عن ذاك الذي يراك محض حثالة كيميائية ثم يسمي نفسه مُفكرًا، يتعالى على المادة التي يراهُ منها وإليها وينقلب على عقبيه في كل مرة يفتح فيها فِيه.
