Get Mystery Box with random crypto!

ابني (٧ سنوات): ماما، لماذا لا يهرب الشيطان من المسلمين حين ي | السبيل

ابني (٧ سنوات): ماما، لماذا لا يهرب الشيطان من المسلمين حين يرمون الحجارة عليه؟ [يتحدث عن رمي الجمار في الحج]

- لا، هو غالباً يهرب ولا يرمي الحجاج الحجارة عليه حين يرمونها.. هو رمي رمزي..

= ما معنى رمزي؟

- يعني شيء يعبّر عن شيء أو يذكرك بشيء.. رأيت كيف أن لديك في الليغو [لعبة القطع التركيبية lego] قطع مالية بلاستيكية خضراء، هذه ليست مالاً حقيقياً طبعاً، لكنها كأنها ترمز للمال.. بنفس الطريقة رمي الجمار في الحج فيه رمز عن الرمي على الشيطان ولو لم يكن عليه فعلاً..

= لكن لماذا يعني؟ لماذا يرمونها إن لم تكن ستصيبه؟

- هذا جزء من الحج فعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمره الله، وقد تكون فيه أسباب لا نعلمها.. لكننا نعرف بعضها ونستطيع توقع بعض..
الفعل أولاً يذكرنا بسيدنا إبراهيم حين رمى الحجارة على الشيطان حين أمره الله بفعل معين وظل الشيطان يكرّر عليه له ألا يفعله، فأراد إبراهيم عليه السلام أن يوقفه فرماه بالحجارة..
وهذا يذكرنا نحن بعداوة الشيطان الدائمة لنا وأنه دوماً يوسوس لنا بما يؤذينا لنتذكر أننا نريد فعل عكس ما يريده منا..

= يعني سيدنا إبراهيم [عليه السلام] رآى الشيطان؟

- نعم، رآه.. الأنبياء قد يرون ما لا نراه نحن أحياناً وقد يسمعون ما لا نسمعه.. تذكر قصة الشجرة التي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتها الحزين؟ هذا ذات الشيء..

= أتمنى لو أنني كنت أسمع الشيطان حين يوسوس، أنا لا أسمعه أبداً!

- سأخبرك بشيء.. المسلم حين يتعلم أكثر ويتذكر الله كثيراً ويفهم طرق الشيطان وما يريده منه يصير أسهل عليه أن ينتبه من أن الفكرة التي عنده قد تكون منه، يعني مثلاً الشيطان يريدنا أن نحزن ونتضايق، يريدنا أن نكسل، ألا نطيع الله، أن نتشاجر مع إخواننا في الله ونكرههم، أن نظن أننا أفضل من أي أحد سوانا، أن نؤجل مهماتنا..
فحين تخطر في بالنا هذه الأفكار نعلم أنها من الشيطان، أو ربما أنه يريدنا أن نفعلها، فنسرع بفعل عكسها..
و الشيطان فعلاً لا يأتي دوماً بنفس الطريقة.. يعني لا يقول لك فقط ألا تطيع الله أو ألا تكسب الحسنات هكذا.. لكن يقول لك مثلاً أن الصلاة ليست مهمة جداً، أو أنك تستطيع أن تصلي لاحقاً، أو أن اللعبة التي تلعبها ستفسد إن لم تكملها الآن بدل أن تصلي، أو أن خطة اللعب التي في بالك ذكيةٌ جداً ولا يمكن أن تتركها، وأن الوقت مازال طويلاً، أو أنك تستطيع أن تصلي قضاء…

= وهل قال لسيدنا إبراهيم أموراً كهذه حين أخبره ألا يطيع الله؟

- لا أعلم مالذي قاله بالضبط، لكنه أتاه مرات كثيرة.. فربما،
وهو يأتي هكذا بطرق تجعل الإنسان يحب ما يقوله حتى يستمع له، تذكر حين وسوس لأبينا آدم عليه السلام وزوجته؟ لم يقل لهما أن يفعلا ضد أمر الله فقط، لكن قال لهما أن هذا الأكل سيجعلهما خالدين أو ملكين، وجعل المعصية تبدو بسيطة في عينيهما، وحلف لهما بأنه ينصحهما حتى استمعا له..

= وما دخل ذلك بالحج؟

- في الحج نتذكر حين نرمي الحجارة ونرى الحجاج يرمونها أن الشيطان يحاول دوماً أن يجعلنا نسير بعكس أهدافنا، يريد دوماً أن يبعدنا عن الجنة، ولذلك نتذكر أنه عدونا وبأننا نريد نجاة نفوسنا رغم كل مكائده لنا…
فنتذكر في الحج هذا، ونتذكر أن علينا دوماً إذا وسوس لنا أن نسرع بالاستعاذة بالله التي تدفعه عنا، ونسرع بفعل عكس ما يريده..
أتعلم أننا نكسب الحسنات بمجرد أن نفعل عكس رغبته؟ سبحان الله!

= تقصدين بإغاظته؟

- نعم، بالضبط! كما في الصلاة والسجود والدعاء والعفو عن الآخرين والإسراع بالاستغفار عند الخطأ..

= لكنني مازلت أتمنى لو أنني كنت أسمعه.. سيكون ذلك أسهل بكثير!

- معك حق..

......