الواحد كلما تأمّل في الموضع الذي يقف فيه الآن يتعجب من أن كل م | السبيل
الواحد كلما تأمّل في الموضع الذي يقف فيه الآن يتعجب من أن كل ما جرى له لم يكن من تخطيطه.
يجلس الواحد منا يخطط لحياته سنة وسنتين وثلاثة في المستقبل، ويبحث عن الخيارات المتاحة ويستشير أهل الخبرة ويعصر دماغه همًّا وتفكيرًا، ثم تأتي أقدار الله فتمحي كل ما خطط وتزيل كل ما كان يفكر فيه وتقيمه حيث أراد الله في موضع آخر تمامًا.
وصف علي عزت بيجوفيتش رحمه الله هذا الأمر بطريقة رائعة حيث قال: (كم فسيحٌ هو قدرنا، وكم ضيئلةٌ تلك التي تُسمى إرادتنا).
هكذا مسارات حياتنا لا ترسمها أدمغتنا ولا آراءنا وإنما هي صنع الله للعبد، ومن ثمرات الإيمان بالقدر أن يوفق الله العبد إلى ما يصلحه، حتى يطمئن العبد باختيار الله له، فإن مقامه حيث أقامه.
