Get Mystery Box with random crypto!

عن الهجرة، عن {‏لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا‏}‏..عن كلّ | السبيل

عن الهجرة، عن {‏لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا‏}‏..عن كلّ المرّات التي فاض بك الدّمع وأنت تقرأ بقلب يوّد لو كان هناك في هجير الصّحراء..يا لله كم بعيدة هي المسافة! أليس كذلك؟
مهلًا.. مَن قال أنّها كذلك؟ صحيح لن نكون يومًا جزءًا مِن ذلك الحدث، من مكاننا هذا نشاهد فقط مِن بعيد أسماء رضي الله عنها وهي تجهّز السفرة وقد شقّت خمارها نصفين، الصِّديق رضي الله عنه وهو يسأل: الصحبة يا رسول الله ﷺ؟... لكن دعني أخبركَ بشيء يسعف لهفتك، أنتَ الذي لم تطأ قدماك حبّات الرّمل ذاتها، ولم يُكتب اسمكَ هناك بين صفحات التاريخ: دمعكَ الصادق المنهمر لا يكفي أن تكفكفه تأثّرًا، ثم تقوم من مقعدكَ كأن شيئًا لم يكن! ركّز وقد فاض بكَ الشوق في "الهجرة التي تنتظركَ أنتَ لا أحد غيركَ"!
الهجرة التي لن يكون دليلكَ فيها هو عبد الله بن أريقط.. وحتّى حبّات الرمال خاصّتكَ لن تكون كتلك التي داسها الحبيب وصاحبه، ولن تصلَ المدينة التي أذّن فيها بلال رضي الله عنه.. لأنها باختصار: هجرة خاصّة بك!
لستُ أنا مَن يقول هذا! بل إنها هنا: (العِبادةُ في الهرَجِ كالهِجرةِ إليَّ) [صحيح مسلم]
في عالم اليوم حين يسلك البعض الطريق السهلة المُعبّدة بالشّهوات، وتحتاج النّفوس إلى توضيح البدهيات.. يقول هذا: دعكَ من عقلية المعروف والمُنكر، وتقول تلك: ليس الحجاب بفرض، وتهمس الأخرى أنّ العلاقات بالشباب باتت حاجة ضرورية للانتقال إلى الزواج، ويصرّ الرابع على أن السّنة ليست أصلًا بمصدر تشريعي يُعمَل به... إنه كذلك: الهرج!
بينما تجاهد أنت نفسك لتكون من النّاصحين وسط أبواق تصم الآذان ب "الحرية" .. وتنظرين أنتِ لحجابكِ أنه منبركِ الرّمزي لإنكار المنكر تحقيقا لعبوديتك لله، والزواج ميثاق غليظ لا يقوم بشهوة عابرة ولذّة مآلها التخبّط في ألم الوحشة والخذلان... ووسط اللغط تؤثر أنت شدّ أزرك بطلب العلم الصحيح النافع لتشدّ على سنّة المصطفى ﷺ مدافعًا عنها حبًّا وعلمًا..
الهجرة التي ستخوضها دليلك فيها هو: 《إنّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمسّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلّوا بَعْدِي》[مسلم].

@كوثر الفراوي