Get Mystery Box with random crypto!

ما يطلبه المستمعون! لعلكم سمعتم بالبرامج الإذاعية والتفازية ا | السبيل

ما يطلبه المستمعون!

لعلكم سمعتم بالبرامج الإذاعية والتفازية التي اشتهرت بتوفير ما يطلبه المشاهدون والمستمعون من أغانٍ ومقاطع علمية وغيرها من الطلبات التي تندرج تحت هذا النمط.. إننا لو أردنا الآن إسقاط هذه الظاهرة من البرامج على واقع وسائل التواصل، فسنجد التطابق والتوافق كبيرًا.

عادة ما يبتعد المستمعون عن طلب المحتوى التعليمي الجاد الذي قد يستلزم متابعة محاضرات طويلة في سلاسل منظمة تأخذ من أعمار مشاهديها أسابيع أو شهورًا طويلة، ولذا نرى معظم هؤلاء المستمعين يميلون لطلب ذلك المحتوى الذي يُشعرهم بالانتصارات الوهمية الزائفة كطلب أغنية معينة، أو مقطع مخصص من برنامج شهير في الرسوم المتحركة.

مثل هذا المحتوى نراه لدى صانعي المحتوى الذين يبحثون عن عناوين رنّانة لترويج محتواهم ولو كان ضد التأطير العام للأمر الإلهي، فنراه يتعمد التشهير بأحد الدعاة فيقول: (الرد على فلان) و(تبيين حقيقة فلان).. إلخ.

إن الغاية من مثل هكذا محتوى كالغاية نفسها من برامج “ما يطلبه المشاهدون والمستمعون” وهو تغذية مشاعر النصر عند صانع المحتوى ومتابعيه على حدّ سواء؛ في توضيح مباشر لكون جذر أهم الأزمات لدى المسلمين هو التعامل مع الخلافات الفرعية بين المسلمين على أنها شرارة حرب، أو الإصرار في عدم التفريق بين محاربة الفِكر ومحاربة حامِلِيه، وهي أزمة منهجية عميقة في الأساس، تنبني على أساس التوهم بأن الفكر سيسقط بالتشهير بمن يحمله من المفكرين، فيكون الكذب عليهم أو حتى إهانتهم هو من جملة ما يُدافَع به عن الدين!

المزيد في جديد مقالات السبيل: "معضلة صناعة المحتوى الإسلامي على مواقع التواصل الاجتماعي" بقلم د. عبد الله حاتم
https://bit.ly/3Y2T1J6