Get Mystery Box with random crypto!

لم يشهد التاريخ إصلاحًا فكريًا أو ثقافيًا حقيقيًا إلا بمعالجة | السبيل

لم يشهد التاريخ إصلاحًا فكريًا أو ثقافيًا حقيقيًا إلا بمعالجة الجذور، ولا يكون ذلك إلا بالتعليم وبناء العلم بالتدرج عبر منهجية رصينة معتبرة على مدار العصور، فلو كان حامل اعتقاد ما يسعى لنشره ودحض غيره في نفس الوقت –حين الحاجة لذلك– فإن عليه أن يدعم اعتقاده بأدلة وبراهين شتى، وأن يدحض الفكر المخالف بكشف افتقاره إلى الأدلة، وبذلك يقدم أعظم خدمة لما بين يديه من فِكر..

أما عن عداوة صانع المحتوى الإسلامي المعاصرة، فإن المضحك المبكي هو أن العدو الأول سيكون من صفوف المسلمين! وعليه فإن على كل من تصدر العمل في شؤون الفكر والدعوة الإسلامية أن يتوقع أن اسمه سوف يُجَر في صراعات وعداوات لا محالة، وذلك بسبب طبيعة المواقع التي يُصنف غالب مستخدميها من عُشاق الفتن والانتصارات الوهمية لا من طلبة العلم الجادين.

يجب على من يحمل رسالة أن يبدأ مسيره في البحر هادئًا، ولا يغرنه هدوء بحر مواقع التواصل؛ لأن العاصفة آتية لا محالة، وليس المطلوب من كل ذي رسالة أن يترك ما بدأ انشغالًا بكثرة من سيحاولون سحبه إلى صراعاتهم الضيقة، بل المطلوب هو توقع مجيئهم ومعاداتهم له، ليتصرف معهم على النحو الذيي تقتضيه الحكمة وواقع الحال.

وأهم من ذلك كله، ألّا يكون ظهور الأعداء داعيًا للمحيد عن وِجهة الرحلة، بل على المرء أن يجدد نيته مرة تلو المرة ليكمل المسير في رضا الله وتحقيق الخير والعلم للعباد، وأن يعلم أن التخاصم والتنازع بين الناس من طبيعة الحياة كلها لا طبيعة مواقع التواصل فحسب، وهو ما أوضحه تعالى حين قال: {وكذلك جعلنا لكل نبيًا عدوًا من المجرمين وكفى بربك هاديًا ونصيرًا} [الفرقان: 31].

المزيد في جديد مقالات السبيل: "معضلة صناعة المحتوى الإسلامي على مواقع التواصل الاجتماعي" بقلم د. عبد الله حاتم
https://bit.ly/3Y2T1J6