عن وهب بن عبد الله قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلم | شرح صحيح البخاري

عن وهب بن عبد الله قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة ، فقال لها : ما شأنك ؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال : كل فإني صائم. قال : ما أنا بآكل حتى تأكل. فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال : نم. فنام ثم ذهب يقوم، فقال : نم. فلما كان آخر الليل قال سلمان : قم الآن. قال : فصليا، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدق سلمان "رواه البخاري
كتاب الادب باب صنع الطعام للضيف


من فوائد الحديث :
وهب بن عبدالله كان من صغار الصحابه مات النبي وهو لم يبلغ
كان يسمى وهب الخير
وهو صاحب شرطة علي
واذا قام علي يخطب وقف عند المنبر
اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء
وهذا مافعله النبي بعد الهجرة
وكانت المؤاخاه كاخوة الدم
يرث بعضهم بعضا ثم نسخ بعد ذلك لما قامت دولة الاسلام
زار سلمان اخوه فرأى زوجة ابو الدرداء تلبس لبسا ليس بذاك وغير مهتمه بنفسها
تلبس لباس العمل ولم تلبس لباس زينة
فسألها سلمان عن هذا
فقالت : اخوك ابو الدرداء لا يهتم وليس له حاجة بالدنيا
قام سلمان وصنع لاخيه طعام فقال له : كل
قال ابو الدرداء : انا صائم
قال : لن اكل حتى تأكل
فأكل
نام تلك الليلة عندهم فقام ابو الدرداء يصلي
فقاله : نم
حتى ذهب اغلب الليل وصار اخر الليل قاله: قم الان
فصلو سواء
واعطاه الموعظة والدرس البليغ
لربك عليك حق ولنفسك عليك حق ولاهلك عليك حق فاعط كل ذي حق حقه
وانطلقوا للنبي واخبروه فقال النبي : صدق سلمان
هذا درس لنا جميعا في فقه الاولويات
وانا نقسم اوقاتنا ونؤدي الحقوق للجميع
فوقت للصلاة ووقت للنوم ووقت للاهل وهكذا
يعطي المؤمن الحقوق التي عليه لاهله واخوانه وجيرانه ووقت لصلاته وعبادته
ويوازن بين هذه الامور
بحيث لايطغى شي على شي
وان المؤمن ينصح لاخيه
ويبين له الخطأ
ويصوب له بتطبيق عملي
وهذا من مقتضى الاخوة بيننا
وهذه النصيحة تكون بأدب ورفق ورحمه
وان الصحابه يختلفون في الفقه ومعرفة الاحكام
فبعضهم يفقه مسألة والاخر اخرى
ويبين بعضهم لبعض
وان الاخ ينظر بيت اخيه وحاجته
ويتلمس حاجة اولاده وزوجته
فاذا رأى تقصير او شكو له تدخل بالمعروف والاحسان وصوب لاخيه الخطأ وبين له
والاخ يقبل من اخيه ولايزعل على زوجته واولاده لماذا يشكون ويحكون
فاحيانا لايستطيع الابناء والزوجه ايصال المعلومه فيتجهون للاخ لانه اقرب له وياخذ منه
والنبي صدق سلمان في فقهه وعلمه وتصرفه
وان فعله كان صحيح
وفهمه ايضا
ولم يصوب النبي لابي الدرداء واكتفى بما فعله سلمان
فلم يوجه له كلمة ولم يعاتبه او يلومه
فدرس سلمان يكفي عن اي توجيه
https://t.me/Algam3alsaheeh